ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الجمعة، أبريل 08، 2022

اليتيم .. مقال للأديب الكبيرالأستاذ/على الفقى المحامى ابن كفرالزيات

الأستاذ/ على الفقى المحامى والروائى الكزداوى الكبير
 

يحتفل العالم في الجمعة الأولى من شهر ابريل من كل عام بيوم اليتيم ، فيسارع الناس والأهل والأقارب بزيارة أقاربهم وذويهم ومعارفهم ليقدموا الهدايا ويمسحوا على رؤس أيتامهم ويتمتموا بكلمات يتشدقوا بها كل عام ، لكنني أقول – وهذه وجهة نظر

- أن اليتيم ليس هو يتيم الأب أو الأم فقط ، بل اليتيم هو يتيم العلم والمعرفة يتيم الصاحب المخلص والصديق الأمين ، يتيم النزاعات الأسرية بين الزوج وزوجته فيترنح الابن بين هذا وتلك مما يؤدى إلى توهانه فى الدنيا ،

اليتيم هو الجاهل المنساق وراء رغباته أو رغبات وآراء الآخرين دون تفكير أو تكوين رأى آخر خاص به وبقناعاته ، الذي لا يفكر فى المستقبل وكيفية شق الطريق بالعرق والعمل والجهد والكفاح فهؤلاء هم الأب والأم والأهل ، ليجنى نجاحا هو ثمرة طيبة حلوة المذاق بعد مشوار طويل فى الحياة ،

اليتيم هو من يقف ناظرا للخلف والماضي على تاريخ الأجداد إما تحسرا عليه أو افتخارا به ولا يصنع لنفسه حاضرا ومستقبلا وتاريخا ، اليتيم هو الذى يفتقد الحرية ويظل منزويا ومكبوتا ومكتوف الأيدي لا يصنع قرار أو يشارك برأي

، اليتيم هو من لايجعل لنفسه رسالة ويضع نصب عينيه مهمة توصيلها للمجتمع ليرتفع شأنه ، والأنبياء هم القدوة فى ذلك فنبينا الحبيب المصطفى (ص ) خير الأنام وخير الأيتام صاحب الرسالة الخاتمة الذي وقف وحده فى وجه الكفار الجهلة وعباد الأصنام والأوثان لينشر رسالة الحق والخير وعبادة الله وحده دون أب يسانده أو أم تربت ظهره

حتى عم الإسلام على الإنسانية جمعاء ، ومن قبله كان سيدنا عيسى ، وموسى عليهما السلام الذي تربى فى بيت فرعون فأصبح كاليتيم إلا انه تصدى لهم بدعوة ربه وسيدنا يوسف الذي ألقى به في الجب وأيضا تربى فى بيت العزيز فكان عنده يتيما أيضا ، وإذا قيل أن هؤلاء أنبياء ومعصومون ويسيرون بالهام من الله الذى يحفظهم نقول أنهم الأسوة الحسنة وعلى مر التاريخ علماء وأدباء وشعراء وثوار ألهبوا قلوب وعقول العالم باختراعاتهم ومؤلفاتهم وعبقريتهم وهم أيتام عملوا وكافحوا وناضلوا من أجل الإنسانية ،

لذلك يتذكرهم العالم ويخلد ذكراهم والأسماء كثيرة جدا يصعب حصرها . بالطبع هذا لاينفى دور المجتمع وتكاتفه بشأن رفعة هؤلاء الأيتام وكفالتهم حتى تستقيم خطى المجتمع نحو التقدم والرقى

وكنت أود أن يكون يوم اليتيم هذا والاحتفال به فى شهر مولد الرسول الكريم خير الأيتام الأسوة الحسنة الذكية لجميع اليتامى ، أو أن يكون يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حيث الموروث الشعبي عند المصريين والعرب بأنها الجمعة اليتيمة

ليست هناك تعليقات: