د / محمد أمان
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وأبن كفر حشاد بكفرالزيات
إلى رمضانَ تشتاقُ القلوبُ
ففي رمضانَ تحترقُ الذنوبُ
وياربّاهُ أنت لنا معين
وإنّ النفسَ في الآثامِ غرقى
وإنّ النفسَ في لهوٍ لعوبُ
وتلك النفسُ نادمةٌ تعاني
خطايا ما لها منها هروبُ
وأنت اللهُ منقذُها بعفوٍ
وحلمُكَ بالعصاةِ لها مُصيبُ
ففرّجْ ربّنا عنها همومًا
ذنوبًا حاصرتْ نفسًا تتوبُ
ذنوبًا خلّفتْ حملاً ثقيلاً
تعاظمتِ المعاصي والخطوبُ
ذنوبًا في الشبابِ وقد توَلّى
وباءَ بوزرِ كَبْوَتِها المَشِيبُ
وكلٌّ في رحابِ العفوِ ربّي
يزولُ وأنت غفّارٌ مجيبُ
تريد النفسُ يا ربي نجاةً
وقد هبَّتْ على الدّنيا جَنُوبُ
رياحُ العفوِ في رمضانَ تأتي
على الدّنيا فينطفئُ اللهيبُ
وشهرُ الخيرِ يغمرُها بجودٍ
وبالرّحماتِ تمتلئُ الدّروبُ
وشهرُ الخيرِ بالبركاتِ يروي
نفوسًا مؤمناتٍ لا تخيبُ
وفي رمضانَ توبتُنا ربيعٌ
لأرضٍ حَرْثُها العملُ الخصيبُ
وفي رمضانَ تنهمرُ العطايا
ونفسُ المرءِ للحسنى تئوبُ
وفي رمضانَ يسعى كلُّ عبدٍ
إلى النفحاتِ مشتاقًا يذوبُ
إلى ساحاتِ مولانا فرارًا
ففي رمضانَ تنفرجُ الكروبُ
وروحُ المرءِ في رمضانَ تسمو
وصارَ يحفُّها مددٌ عجيبُ
صيامُ الشهرِ أورثَها صفاءً
ففي الملكوتِ سابحةٌ تجوب
وأنوارُ الإلهِ لها دثارٌ
وتحتَ العرشِ مأواها تثوبُ
نهارُ الصّائمين يفوحُ مسكًا
وأروعهُ إذا حان الغروبُ
وليلُ القائمين يُشِعُّ نورًا
كأنّ الأرضَ بدرٌ لا يغيبُ
ليالي العشرِ حانَ العزمُ فيها
وحانَ الجدُّ والعملُ الدءؤبُ
وتأتي ليلةُ القدرِ البرايا
يزيدُ سكونَها في الأرضِ طيبُ
وكلُّ الخلقِ تنتظرُ اشتياقًا
ففيها الرّوحُ والملأ المهيبُ
فكلٌّ مخبتٌ يرجو سناها
وإنّ اللهَ مطّلعٌ رقيبُ
وإنّ العتقَ في رمضانَ نُعمى
يفوزُ بنورها عبدٌ أريب
فنعم الضّيفُ يا رمضانُ تمضي
وقد غُفِرَتْ ذنوبٌ يا حبيبُ
فيا رمضانُ أنت لنا أديبٌ
وأنت لداءِ أنفسِنا طبيبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق