الشاعر الأديب / حسام أبو صالحة
ليسانس آداب وتربية - كلية التربية - قسم دراسات إسلامية- جامعة الأزهر رئيس قسم الدراسات العليا والعلاقات الثقافية بكلية الهندسة جامعة طنطا. ابن شبشير الحصة. طنطا
كَانَ لَدَا السَّيِّدَةُ خديجةُ-خَيْرُ نِسَاءِ الدُّنْيَا - كَمَا قَالَ سَيِّدُنا عَلِيٌّ بنَ أبي طَالِبٍ: "خَيرُ نِسَائِها خَدِيجَةُ" يَقِينًا بِسَوَادِ قَلْبِ أُمُّ جَمِيلٍ، وَظُلمَةِ نَفْسِهَا، وسُوءِ أَخْلاقِهَا، واضطِرَاب أحوَالِهَا، وحِدَّةِ لِسَانِهَا، وفَظَاظَةِ أَلْفَاظِهَا، وفُحشِ عِبَارَاتِهَا، فكلُّ كَلَامِهَا عَطَبٌ؛ إذْ حَالُهَا بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ النَّاسِ عَجَبٌ، وَقَدَ صَدَقَ خَيْرُ القائِلِينَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ بَوَصْفِهَا حَمَّالةَ الحَطَبَ، فَضْلًا عَنْ تَسَلُّطِهَا عَلَىَٰ زَوْجِهَا، إذْ هِىَ المُتَحَكِّمَةُ فِي شَأنِهِ وَأَوْلَادِهِ قَبلَ شَأنِهَا، وَجَمِيعِ أُمُورِهَا، وَتَصرِيفِ حَالِهَا، وعُلُوِّ شخصيتها عليه، وَنَفَاذِ كَلِمَتِهَا لَدَيْهِ، إِذْ كُلُّ هَٰذا مُشَاهَدٌ للعَيَانِ، وَبَادٍ بِلا نُكْرَانٍ،
لِذَا اضْطَرَبَ قَلْبُ السَّيِّدَةِ خديجةِ، وَحَارَ فِكْرُهَا، وتَوَجَّسَتْ خِيفَةً، وازدَادَتْ رِيبَةً بِقُدُومِ وَفْدٍ مِنْ آلِ المُطَّلِبِ يَطْلُبُونَ يَدَ ابْنَتَيْهَا السَّيِّدَةَ رُقَيَّةَ، والسَّيِّدَةَ أمُّ كُلْثُومٍ لِوَلَدَيِّ أُمِّ جَمِيلٍ؛ إذ المُستَقْبَلُ لَيْسَ بَاسِمًا، والوِدُّ لَيْسَ عَامِرًا، والمُتَوَقَّعُ مُخِيفٌ، والوَضْعُ جَلَلٌ بِثِقَلِ الحَمْلِ لَيْسَ خَفِيفٌ، لَٰكِنَّ نَقَاءُ النَّفْسِ، وسَلَامَةَ السَّرِيرَةِ، واستِقَامَةَ السَجِيَّةِ دَفعَ النَّبِىِّ ﷺ، وزَوْجَتَهُ لإحسَانِ الظَنِّ بالآخَرِينَ، بِتَوَقُعِ الخَيرِ منْ قَرَابةٍ هُمْ أجْدَرُ النَّاسِ، وأحَقُّ، وَأَوْلَىَٰ بِتَقْدِيمِهِ للنَبِيِّ ﷺ، وَزَوْجَتِهِ قَبْلَ الآخَرِينَ.
-فَقَضَاءُ اللَّهِ نَافِذٌ، وَأَمْرُهُ حَتْمًا وَاقِعٌ؛ فَلا تَحَايُلَ لِأَحَدٍ بِمَنْعِهِ، ولا قُوَّةَ تَسْتَطِيعُ مُخَالَفَةَ حُكْمِهِ؛ فلا اطِّلَاعَ بِغَيْبٍ لِمَعرِفَةِ مَآلِ قَدَرِهِ ؛ إِذْ عِلَّتِهِ ، وَحِكْمَتِهِ لا يعْلَمُهَا سِوَاهُ، وَلا يَعرِفُهَا غَيْرُه ، فَقَد قَدَّرَ اللَّهُ بِأَنْ يُزَوَّجَ رسولُ اللَّهِ ﷺ ابْنَتَهُ رُقَيَّةَ مِنْ عُتْبَةِ بنُ أبي لَهَبٍ، وأُمُّ كُلْثُومٍ ابنَتَهُ الأُخْرَىَٰ من عُتَيْبَةِ بنُ أبي لَهَبٍ، كَمَا قَالَ ابن حِبَّانَ، وَكَانَ هَٰذا الزَّوَاجُ عَقْدًا ليسَ إلَّا دُونَ الدُّخُولِ بِهِمَا، وكَانَ هَٰذا العَقْدُ قَبلَ الوَحيِّ إلىَٰ النَّبِيِّ ﷺ ونُزُولِ الرِّسَالَةِ الخَاتِمَةِ مِنَ اللهِ عليهِ،
- فَالأرضُ تُشْرقُ بَاسِمَةً منْ جَدِيدٍ، فَتَغْمُرُهَا السَّعَادَةَ، والبِشْرِ بالتَّأكِيدِ ،
وَيَالَهَا مِنْ فَرحَةٍ لا تَعدِلُها فَرحَةً إِذْ الهُدَىَٰ يسْطَعُ بِشمْسِهِ عَلىَٰ الدُنْيَا بِأسْرِهَا فَيُشِعُّ نُورًا يُضِيئُ للحَيارىَٰ ظُلْمَتَهُمْ الحَالِكَةَ فتَهْتَدِي القُلوبُ، والأفْئِدَةُ قَبْل الأَعيُنِ، وتُسَرُّ الأَسْمَاعُ قَبْل عَرضِ الكَلامِ عَلىَٰ مَناطِ التَّفْكِيرِ بِعَذْبِ الحَدِيثِ استِساغةً ، وجَمَالِ المنْطِقِ بَرَاعَةً، وَرُقِيِّ الخِطابَ فَصَاحَةً ، وَقُوَّةِ الأَلْفَاظِ جَزَالَةً، وبَلَاغَةِ التَّعبِيرِ إيجَازًا، وَإطنَابًا؛ فَيَنْأَىَٰ بالنَّفْسِ عَنْ كُلِّ فُحشٍ للعَينِ، والأُذُنِ، والعَقْلِ، وَالقَلْبِ، وَالرُّوحِ رُقِيًّا، وَرِفْعةً، وَسُمُوًّا.
أشْرَقَتْ شَمْسُ الدُّنَا
بِخَيْرِ ضِيَائِهَا الوَضَّاحِ.
فَأَهَلَّ الضِّيَاءُ الجَمْعَ
بِكَرَمِ الوَاحِدِ الفَتَّاحِ.
قَد طَوَىَٰ اللَّيْلَ بِنُورِهِ
فَأَزَالَ الظَّلَامَ وَلَاحَ.
-فخيرُ الخلقِ قد بُعِثَ للنَّاسِ كافَّةً، وأمَرَهُ اللهُ تعالى بالتَّبليغِ لرِّسالتِهِ الخاتمَةِ ، والهاديةِ للثقليْنِ عامَّةً، فَكَانَ مَا كَانَ من غِلٍّ، وكراهيةٍ، وحقدٍ ليسَ لرسالةِ الاسلامِ ، ولكنْ لاختِيَارِ اللهِ لهُ، واصطفائِهِ تعالىَٰ لَهُ دُونَهُمْ؛ فَهَٰذا الرَّسُولُ ﷺ خرجَ مِنْ بينهِمْ ظاهِرًا عليهِمْ ، مُختَارًا من جملتِهِمْ ؛ فاللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتَهُ، لَٰكِنْ أنَّىَٰ للنَّفْسِ العَلِيلَةِ أنْ تَبرَأَ مِنْ عِلَّتِهَا دُونَ سَبَبٍ بِعِلاجِ نَاجِعٍ، وَدَواءٍ للدَّاءِ قَاطِعٍ.
أَوْحَىَٰ اللَّهُ للمُصطَفَىَٰ
وَكَلَّفَهُ بِإبلَاغٍ، وَإنْذَارٍ.
أنْتَ المُصْطَفَىَٰ مِنْ دُونِهِمْ
مِنْ أنْسَبِ الأَخْيَارِ.
إِشْتَعَلَ الغَيْظُ بِأنْفُسٍ
فَأَعْيَاهَا حِقْدٌ بِإِكْبَارٍ.
-فَلِسَانُ حَالِهِمْ قَائلًا لِماذا هَٰذا الرَّجلُ بالذَّاتِ دُونَ غَيْرِهِ حَيثُ أَفْصَحُوا قَائِلِينَ، وَأَبدُوا مُعتَرِضِينَ لَهُ بِقَوْلِهِمْ : (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ٣١ الزخرف) فَصَرَّحَتْ قُرَيْشٌ : "إنْ كانَ القرآنُ حَقًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَهَلَّا نَـزَلَ عَلَىَٰ رَجُلٍ عَظِيمٍ مِنْ إحدَىَٰ هاتَيْنِ القَريَتَيْنِ مَكَّةَ ، أوْ الطَّائِفَ؛ فَهَلَّا نـَزَلَ عَلىَٰ الوَلِيدِ بنُ المُغِيرَةِ المَخْزُومِيِّ مِنْ أهْلِ مَكَّةَ, أوْ حُبَيْبٌ بنُ عَمْروٍ بنُ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيِّ مِنْ أهْلِ الطَّائِفِ؟.
-فَقَد عايَنُوهُ بينَ أظْهُرِهِمْ يَتيمًا ليسَ لهُ أبٌ يَرعَاهُ، وَيَكْفُلُهُ، مَعَ أنَّ مِنْ بَيْنِهِمْ مَنْ يُعْرَفُ بكثرةِ الوَلَدِ فَيَفْتَخِرُ بِهِمْ ؛ إذْ تَشُدُّ الكَثْرَةُ أزْرَهُ، وَتَحُوطُهُ، وَتُسْنِدُهُ ، وليسَ بِأَغْنَاهُمْ مَالًا، مَعَ أنَّ مِنْ بَينِهِمْ مَنْ لا يَعرِفُ للمالِ عَددًا من كثرتِهِ، وَيَحسِبُ القومُ لهُ ألفَ حِسابٍ لاستقوائِهِ بِمَالِهِ، وَتَحَصُّنِهِ فِيهِ، وَمَنَعَتِهِ بِهِ، وَبَأسِهِ بِإنْفَاقِهِ لَهُ عَلَىَٰ نَفْسِهِ، أوْ الآخَرِينَ ، لَٰكنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَنِيٌّ بأخلاقِهِ، وَكَرَمِهِ، وَرَحمَتِهِ ، وَعُلُوِّ قَدرِرهِ، وارتِفَاعِ مِقْدَارِهِ، وَقَوِىٌّ
بِهِمَّتِهِ، وشأنِهِ ، ونَقاءِ سِيرَتِهِ ، وَصَفَاءِ سَرِيرَتِهِ ،أصدَقْهُمْ قَوْلًا، وأخلَصُهُمْ فِعلًا، وأكثرُهُمْ عَدلًا، لَٰكنَّ الظَّلَامَ لا يَألَفُ النُّورَ؛ لأنَّهُ يَقْشَعَهُ، والضَّعْفُ يُبْغِضُ القُوَّةَ ؛ لأنَّها تُردِعُهُ، وَتَقْهَرَهُ ، والانْحِطَاطَ لا يَألَفُ المَعَالِىَ لأنَّها تُبْدِي تَرَدِّيهِ بالمَهَاوِي،
والمَدَارِكَ السُّفْلَىَٰ فهىَ حَتْمًا تُبْغِضُهُ، فالدُّخَّانُ كهؤلاءِ المُسْتَعلِينَ بمالهِمْ، المُتَكَبِّرِينَ بِأولادِهِمْ، المُسْتَقوِينَ بِأحسابِهِمْ، وَأَنْسَابِهِمْ فَيعلُو هَٰذَا الدُّخَّانُ في طبقاتِ الهواءِ ليسَ لِعُلُوِّ شَرَفِهِ ، ولَٰكِنْ لِخِفَّةِ وَزْنِهِ وَنَسَبِهِ ؛ فهوَ وَضِيعٌ، أَمَّا النَّبِيُّﷺ كالقمرِ لَيلَةَ البَدرِ أكثرَ رِفْعَةً، وفائدةً ، وعُلُوًّا، لكنَّهُ مِنْ شِدَّةِ تَواضُعِهِ يَبْدُو مِثْلَ القَمَرِ عَلىَٰ صَفَحَاتِ المَاءِ للنَّاظِرِينَ تَواضُعًا مِنْ بَسَاطَتِهِ، وَشِدَّةِ كَرَمِهِ .
يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعالىَٰ بالجُزْءِ الخَامِسِ.
بِهِمَّتِهِ، وشأنِهِ ، ونَقاءِ سِيرَتِهِ ، وَصَفَاءِ سَرِيرَتِهِ ،أصدَقْهُمْ قَوْلًا، وأخلَصُهُمْ فِعلًا، وأكثرُهُمْ عَدلًا، لَٰكنَّ الظَّلَامَ لا يَألَفُ النُّورَ؛ لأنَّهُ يَقْشَعَهُ، والضَّعْفُ يُبْغِضُ القُوَّةَ ؛ لأنَّها تُردِعُهُ، وَتَقْهَرَهُ ، والانْحِطَاطَ لا يَألَفُ المَعَالِىَ لأنَّها تُبْدِي تَرَدِّيهِ بالمَهَاوِي،
والمَدَارِكَ السُّفْلَىَٰ فهىَ حَتْمًا تُبْغِضُهُ، فالدُّخَّانُ كهؤلاءِ المُسْتَعلِينَ بمالهِمْ، المُتَكَبِّرِينَ بِأولادِهِمْ، المُسْتَقوِينَ بِأحسابِهِمْ، وَأَنْسَابِهِمْ فَيعلُو هَٰذَا الدُّخَّانُ في طبقاتِ الهواءِ ليسَ لِعُلُوِّ شَرَفِهِ ، ولَٰكِنْ لِخِفَّةِ وَزْنِهِ وَنَسَبِهِ ؛ فهوَ وَضِيعٌ، أَمَّا النَّبِيُّﷺ كالقمرِ لَيلَةَ البَدرِ أكثرَ رِفْعَةً، وفائدةً ، وعُلُوًّا، لكنَّهُ مِنْ شِدَّةِ تَواضُعِهِ يَبْدُو مِثْلَ القَمَرِ عَلىَٰ صَفَحَاتِ المَاءِ للنَّاظِرِينَ تَواضُعًا مِنْ بَسَاطَتِهِ، وَشِدَّةِ كَرَمِهِ .
يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعالىَٰ بالجُزْءِ الخَامِسِ.
ابو احمد قام بالإرسال 10 مايو الساعة 3:30 صبِهِمَّتِهِ، وشأنِهِ ، ونَقاءِ سِيرَتِهِ ، وَصَفَاءِ سَرِيرَتِهِ ،أصدَقْهُمْ قَوْلًا، وأخلَصُهُمْ فِعلًا، وأكثرُهُمْ عَدلًا، لَٰكنَّ الظَّلَامَ لا يَألَفُ النُّورَ؛ لأنَّهُ يَقْشَعَهُ، والضَّعْفُ يُبْغِضُ القُوَّةَ ؛ لأنَّها تُردِعُهُ، وَتَقْهَرَهُ ، والانْحِطَاطَ لا يَألَفُ المَعَالِىَ لأنَّها تُبْدِي تَرَدِّيهِ بالمَهَاوِي، والمَدَارِكَ السُّفْلَىَٰ فهىَ حَتْمًا تُبْغِضُهُ، فالدُّخَّانُ كهؤلاءِ المُسْتَعلِينَ بمالهِمْ، المُتَكَبِّرِينَ بِأولادِهِمْ، المُسْتَقوِينَ بِأحسابِهِمْ، وَأَنْسَابِهِمْ فَيعلُو هَٰذَا الدُّخَّانُ في طبقاتِ الهواءِ ليسَ لِعُلُوِّ شَرَفِهِ ، ولَٰكِنْ لِخِفَّةِ وَزْنِهِ وَنَسَبِهِ ؛ فهوَ وَضِيعٌ، أَمَّا النَّبِيُّﷺ كالقمرِ لَيلَةَ البَدرِ أكثرَ رِفْعَةً، وفائدةً ، وعُلُوًّا، لكنَّهُ مِنْ شِدَّةِ تَواضُعِهِ يَبْدُو مِثْلَ القَمَرِ عَلىَٰ صَفَحَاتِ المَاءِ للنَّاظِرِينَ تَواضُعًا مِنْ بَسَاطَتِهِ، وَشِدَّةِ كَرَمِهِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق