ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الجمعة، يونيو 04، 2021

بالقُدسِ أحلامُ الصِّبَا .. قصيده للشاعر /حُسَامُ أَبُو صَالِحَةٍ.

 

الشاعر الأديب / حسام أبو صالحة
ليسانس آداب وتربية - كلية التربية - قسم دراسات إسلامية- جامعة الأزهر رئيس قسم الدراسات العليا والعلاقات الثقافية بكلية الهندسة جامعة طنطا. ابن شبشير الحصة. طنطا
بالقُدسِ أحلامُ الصِّبَا أضغاثٌ وَرَيْعَانُ الشَّبَابِ فَشَابَ. فَاضَتْ مَدَامِعي نَعيًا لنَخْوَةٍ بالعُربِ تَلاشَتْ كالمِلحِ المَذابَ. نَسْتَفيِقُ كُلَّ لَحظَةٍ بانْكِسِارٍ لِغُثَاءٍ كَالسَّيْلِ ما فَاقَ العُبَابَ.
نَربُوا عَلىَٰ مِلْيارِ مُسْلِمٍ لَٰكِنْ كَثْرَةٌ كَأَعدَادِ الذُّبَابِ. أُسْرِىَ بالنَّبِيِّ في رَجَبٍ فَأَمَّ الأنْبِيَاءَ للقُدْسِ الإيَابُ. كانَ القدسُ يَأْتَمِرُ للرِّومِ يَرتَدِي لَهُمْ حُلَلًا ثِيَابَ. فَأَتَىَٰ الفَارُوقُ في رَجَبٍ كَسَاهُ ثَوْبَ الإسْلَامِ فَطَابَ. كَذَاكَ صَلاحُ الدِّينِ في رَجَبٍ أَيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرٍ خِضَابَ. أيْنَ الإسلامُ المُزَلْزِلُ عُرُوشًا دَكَّهَا فَتَسَاوَتْ بالأرضِ تُرَابَ. أيْنَ ابنُ الجَرَّاحِ مِنْ قُدْسٍ يَا لِعُمَرَ مِنْ مَفَاتِحِ الأبْوَابِ. ذَبَحَ الصَّلِيبِيُّونَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِأَوَّلِ يَوْمٍ قُرْبَانًا صِلَابَ. ظَلَّ القُدسُ بِأَقْدَامِهِمْ تِسْعِينَ سَنةً يَسْتَجْدِي مُصَابَ. مَنْ للصَّلِيبِيِّينَ غَيرَ زِنْكِي وحَّدَ الشَّامَ مُطَاعًا مُجَابَ. دَانَتْ بَعلَبَكَّ وَالرَّهَا حَرَّانَ، والمَوْصِلَ، ولِمِصرٍ رِكَابَ. بِحِطِّينَ عَادَتْ يَافَا وَعَسْقَلانَ ثُمَّ القُدسُ بِصَلاحٍ للدِّينِ مُهَابِ. مَنْ دَحَرَ المَغُولَ بِعَيْنِ جَالُوتَ غَيْرَ سَيْفَ الدِّينِ أوَّابَ . قَدْ عَلَّقَ رُؤوسَ المَغُولِ بِبَابٍ نَكَالًا لِمَنْ يَتَجَرَّعُ زَهْوًا عُجَابَ. هَاهِىَ القُدسُ تَبْكِي بِعَهْدٍ لمْ نَصُنْ مَآثرَ أَسْلَافٍ نِسَابَ. لَمْ نَعُدُّ لهَٰذِهِ النَّكْبَةِ عُدَّةً أَوْ نُقَدِّرُ لَهَا قَدْرَ الحِسَابَ. وَتَبَاكَيْنَا كالنِّسَاءِ لَهَا يَا لِشَرَفٍ تَهَاوَىَٰ اغْتِصَابَ. نَكْتَفِي بِشَجْبٍ وَتَنْدِيدٍ والقُدْسُ يَئِنُ بَدَنَسٍ خَرَابِ. القُدْسُ يُلاَكُ بِأَسْنَانِ عُرْبٍ كَمَا يُلاَكُُ مِنْ عَدْوِ الذِّئَابَ. فَأَيْنَ المُسْلِمُونَ وَا أَسَفَىَٰ عَلَىَٰ أمَلٍ طَالَ فَغَابَ. كَأَنَّمَا يَنْتَظِرُ وَهْمًا مَرِيرًا يَا لِمُرِّ الدَّوَاءِ شَرَابُ. يَا لِبُعْدِ المَنَالِ لِأَمَلٍ لاحَ بُعدًا ثُمَّ تَلَاشَىَٰ سَرَابَ. لوْ نَاجَيْتُ الأَنْجُمَ لَسَمِعْتْ وَلَوْ طَلَبْتُ السَّحَابَ أَجَابَ. وَلَوْ أَشَرْتُ للحَجَرِ تَحَرَّكَ وَقَدْ يَسْتَجِيبُ لِىَ الشِّهَابَ. لَٰكنْ قُلُوبٌ ضَاعَ يَقِينُهَا وَعَقْلٌ غَابَ وَعْيًا فَخَابَ. تَوَلَّيْنَا واللهُ مُسْتَبْدِلُنَا وَعْدٌ أَكِيدٌ قَدْ حَانَ اقْتِرَابَ. وَخَارتْ قُوَانَا وَهَنًا وَذُلًّا تَفَتَّتْنَا شِيَعًا صِرْنَا حِزَابَ. وَنَصْرُ اللهِ آتٍ لَنَا لَٰكنْ دُونَنَا فَقَدْ أَلِفْنَا النِّكَابَ. ********

ليست هناك تعليقات: