ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الخميس، مايو 28، 2020

عِشره النساء

بقلم الأستاذ / إبراهيم عبد المعطى حماد
المحامى والكاتب الصحفى أبن الدلجمون بكفرالزيات

المعاشرة بالمعروف بين الزوجين هدف ركين من أهداف الشريعة ومقصد أمين على استقامة العيش ، وهى تكليف وتشريف أيضًا حيث يقول تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا ) ، فثمة حقوق وواجبات بين الزوجين يجب الوفاء بها ومراعاتها ، والعمل على تنفيذها وفقًا لمقاصد الشرع الحكيم حيث يقول المولى : ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) .. إنها درجة الإنفاق وهى درجة القوامة التى ذكرها المنطوق الإلهى إذ يقول تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا ) فالحياة الزوجية كما أراد لها الإسلام سكن إجتماعى ونفسى وروحى يأوى فى ظله وفى ظلاله كل من الزوجين لينعم بالراحة وهدوء الإستراحة ويستنشق عبير الأنس والصراحة وتحت ظلال عرش هذا العش تتربى فلذات الأكباد وتنمو براعم المستقبل النابض والناهض على مبادئ الحب والسماحة ، ففى ظل هذه الظلال الوارفة تنمو العواطف وتسود الألفة والوفاء والسكن وروح الإنتماء .. إنه إتفاق على بناء الأسرة وفقًا لما أمر الله والإسلام وكما بين سيد الأنام على موفور العزة ، وكريم الجانب ، ورفعة الرأس ، ومهابة البأس ، فقوة المجتمعات تستمد قوتها من قوة الأسرات ، فالحياة الزوجية ليست كعقد التمليك وعقود البيع والشراء والإيجارة بل هى ميثاق غليظ وعهد متين يقوم على المهارة ونور الإستنارة ، فلا هجر لفراش ولا عدم طاعة ، ولا خروج إلا بإذن إنها حقوق الزوج حيث قال رسول الله : ( حق الزوج على المرأة ألا تهجر فراشه ، وأن تبر قسمه ، وأن تطيع أمره ، وألا تخرج إلا بإذنه ، وألا تدخل عليه من يكره ).
ويقول أيضًا سيد المرسلين : ( إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أى أبواب الجنة شاءت ) ويستمر الوحى الإلهى المنزل على المبعوث رحمة فيقول : ( لو كنت آمرًا أحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) .. إنه سجود وقار واحترام وتبجيل وطاعة وإطاعة ، وعلى الرجال أن يكرمنهن حيث يقول عليه السلام : ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) .. ويقول أيضًا : ( أحق الشروط أن يوقى به ما استحللتم من الفروج ، فأحق شروط الوفاء هى شروط الزواج ويستمر الحديث الشريف من سيد ولد أدم فيقول : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضى منها أخر ) ويقول أيضًا : ( من كانت له إمرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) ، ويحضرنى قول للدكتور مجدى العفيفى الكاتب الصحفى يؤكد فيه دلالة قد تغيب عن الكثير حول مفهوم الضرب فى قوله تعالى : ( واضربوهن ) إذ أكد بأن الضرب يعنى الخروج من المنزل وفقًا لسياق الأية الكريمة التى بدأت بالعظة متى كان ثمة نشوذ وإعراض ، ثم الهجر فى المضاجع ، ثم الهجر من البيت بالخروج منه .. إنها تجليات مفهوم النص القرأنى بعيدًا عن إيذاء المرأة حيث ورد لفظ الضرب بهذا المفهوم حسبما جاء فى لسان العرب وحسبما جاء مفهومه من آيات القرأن الكريم.
على الأزواج أن يدركوا الشفرة الخاصة بالمشاعر العميقة حتى لا نشرد بعيدًا فى هوة سحيقة ، وعلى الرجل الآخذ بالساق أن يكون الحنان بلسمًا وترياق بالبعد قدر الإستطاع عن الطلاق الذى يخلف من وراءه بيئة الإختناق بعد تلاشى الوفاق ، وبعد أن تلتف الساق بالساق ويدرك الجميع أنه الفراق .. هكذا نحافظ على العهد لتكون حياتنا ( شهدًا ) بلا دموع وتشرق عليها ( شمس ) الرضا هذا ( رجاء ) لكم أن تتمسكوا بالحياة بعيدًا عن الشقاق ، فهذا هو ( سلطان ) الوفاق !!




ليست هناك تعليقات: