المهندس الشاعر/ على البحيرى ابن اسديما بكفرالزيات
كانت قابعة فوق جدار الإنتظار منذ زمن بعيد‘ ملفوفة داخل ثوبها البلاستيكي تنتظر يوم يعم فيه الظلام . تراقب فيه محبوبها الذى يقتلها شوقها إليه كلما مر عليها وأهملها ولم يلتفت لها. كانت مع أقرانها في نفس الثوب ولم يأتي دورها بعد لأن الأنوار لم تنقطع منذ زمن بعيد حتى يبحث عنها وتحظى بملمس أصابع كفه وترتعش من الفرحة والحنين لتلك اللمسة. وهو يضعها أمامه كي يكتب شيئاً أو يقرأ ماكتبت له محبوبته التى يبادلها الرسائل والكلمات. كانت تعرف أنها سوف تحترق وتذهب بلا عودة.
ولكن هذا لم يدع عندها إلا أمل القرب من وجهه والنظر إليه وليكن مايكون. وجاءت اللحظة المنتظرة وانقطع التيار الكهربائي وعم الظلام فبحث عنها وهى تتأهب في شوقها وأشعل فتيلها وهى تكاد تطير فرحا وأشعل سيجارته منها وأحضر أوراقه ومحبرته وأخذ يكتب أحلى كلمات الحب والغرام والهيام وما سيكون فأخذتها الفرحة وكانت تزرف دمع احتراقها فرحا والنشوة تغمرها وبدى عليها الانبهار وكأنها هي من سكنت بين جنباته هى من بات يحلم بيوم يجمعهما مولانا القاضي تحت سقف هذا البيت العتيق الذي باتت فيه ليال وليال وحين تبسم وتبسم واحمر وجهه فرحة وأمل وهو يناجي محبوبته " لكم احببتك ولكم أتمنى ان تصل لكي كلماتي هذه في تلك الآوانه وأرى جمال أبتسامة ثغرك الوردي" فانتفض فيها الشوق ولم تدرى فتمايلت ووقعت على ماخط من كلمات لتحولها إلى رماد في لحظة ويختنق الضوء فيسرع الحبيب الى إخمادها بكوب الماء البارد فتحتضر وتموت وهى تنظر إليه في خجل لما حل برسالته المحروقة.نداء في بيوتنا شموع تحترق من أجلنا ولا ننتبه لها ولانعطي لها بال فانتبهوا إلى شموعكم
نداء
في بيوتنا شموع تحترق من أجلنا ولا ننتبه لها ولانعطي لها بال فانتبهوا إلى شموعكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق