الشاعر/ صلاح عيد
كاتب وشاعر .. صدر له ديوانين .. ترنيمه الشفق وركام .. محاسب .. من المحله الكبرى
جَلَسْتُ إلَيّْهِ أشْكو بعضَ هَمِّيِ
و أرْقُبُ عِنْدَ ضفتِه الأصِيِلا
و أَغْسِل صَوْبَهُ أدرانَ حُزْنِي
لأُبْهِجَ دَاخِلي قَلْبَاً عَلِيلا
فإذْ بِي قَدْ بَصُرْتُ بِه كَئِيبَاً
أحاورُه فيُعْرِضُ عَنْ حَدِيِثِي
لِيَكْسِرَ مُهْجَتِي.. إلاَ قَلِيِلَا
أعُودُ إليه أسْأَلُهُ فَيُوُمِي
لِقَيْدٍ كادَ يَجْعَلهُ غَلِيِلا
هُنَا أدْرَكْتُ أنَّ النِيِلَ يبْكِي
بكاءَ المَرْءِ إنْ نَشدَ الرَحِيِلا
فَقُلْتُ لهُ و قَدْ لَمْلَمْتُ حُزْنِيِ
تَوَخ الخَيْرَ إذْ ما زِلتَ نَيِلَا
أَتَيّْتَ إلينا في ثَوْبٍ جَمُوُحٍ
فَرَوَّضْنَاكَ.. جِيِلاً يَتْلُو جِيِلا
غَرَسْنَا حَوْلَكَ الزَيْتُونَ غَضَّاً
و أَنْبَتْنَا بِضَفَّتِكَ النَخِيِلاَ
أقمنا حضارةَ الدُنْيَا لتَزْهُو
على الأنهارِ مُقْتَدِرَاً نَبِيِلا
وَهَبْنَاكَ الخُلُودَ بِكُلِ عَصْرٍ
أمَا يُرْضِيِكَ أنْ تَرْوِي الخَلِيِلَا
و تَحْمِلُ حَانِيَّاً مُوسَى لِيَنْجُو
و عِيِسَى يَهْتَدِي فِيِكَ السَبِيِلَاَ
هُنَا الأجدادُ قَدْ حَفَرُوكَ شِبْرَاً
فَشِبْراً .. قَدْ تَحَدُوا المُسْتَحِيِلا
هُنَا الأبناءُ لنْ يَرْضُوا خُنُوُعَاً
أماَ أحْسَسْتَ فِي دَمِهِمْ صَهِيِلَا؟
إذا ما اسْتَشْعَرَ المَصْرِيُّ غَدْرَاً
أوْ انْتَزَعَ الطُغَاةُ لَه فَتِيِلَا
سَيَنْهَضُ كالعواصِفِ دونَ خوفٍ
و يأْخُذُ مَنْ بَغَى أَخْذَاً وَبِيِلَا
فَكُنْ بِنَا آمِناً.. سِرْ مُطْمَئِنَاً
و خُذْ رَبَّ الوَرَىَ سنداً.. وَكِيِلا
و جُدْ بالخَيْرِ دوماً أنت نهرٌ
سخيٌ لمْ تَكُنْ يوماً بخِيِلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق