- وعدتها بأن أقلع عن التدخين..
قالت : - هل عندك الإرادة ؟ قلت: - من يحبك فقد امتلك الإرادة ترى هل تستوعب الأم هذه الإرادة التى تملكنى للتمسك بابنتها ؟ هل ستفلح الزيارة القادمة،وأنا بمفردى وسط جيش العائلة بداية من الأم وحتى أصغر أحفادها ؟! سأجلس وحيدًا كعادتى ؛أمام مجتمع كامل يحمل فكرة واحدة ربما لن يحيدوا عنها، وربما استقبلوا أفكارى العادية بسخرية وارتياب ،لكنى أثق فى فكرتى المحددة حول قلب الحبيبة ستجعلها تطير معى إلى المستقبل الذى فكرنا كثيرًا لبنائه، كما أثق بأن نظرات صغار العائلة ستتأرجح فى الهواء المحيط بنا؛ ليلتقطوا التفاصيل عن هيئتى وطريقة كلامى ورباطة عنقى التى لن تعجبهم ،ويتخذون من هذا الوافد إليهم من باب الكهولة،الهارب من العمرالمتلاحق فأجهز على أنفاسه ؛مثارا للتندر بحكايات يختلقونها ليضحكوا، أو يشحذوا همة الرفض عندها.. أنظر فى عينيها المتلهفتين المشتاقتين إلى حجز أماكن لكلينا نلهو بها فى أحلامنا ،ونترك الزمن الذى سار بنا بلا هوادة،هو نفس الزمن الحائر معنا الآن . ليس أمامى إلا أن أكون متحدثاً لبقًا لأن الجميع سيتكلم ، ولن أستطيع أن أسمع الجميع ،وهم لا يعلمون بأن لا شئ سيضاهى سعادتى بها إلا سعادة الموت . وبالتأكيد أنى سأهملهم وأكون مشغولًا عنهم فى كيفية صعودى أفرع الشجرة التى ارتكنت عليها الزيارة الأولى أمام منزلها، سأصعد حتى غرفتها وأطبطب عليها مخبأ دموعها فى صدرى ،ثم أحملها على جناحى الشوق والإرادة ونطير، فيتعجب الجيران والأهل والأقارب وكل أصحاب الحيلة ..كيف طار هذا العجوز من لاحيلة له ،وتحملت كهولة ظهره أن يحملها فوقه ؟! فهم لا يعرفون أن لاحيلة لى إلا الحب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق