الشاعروالأديب / عيد على حميدة ابن سبرباى بطنطا
مدرس أول لغة عربية وكبير معلمين لدى مدرسة مصطفى صادق الرافعي الرسمية للغات وشاعرومحررصحفي نشر له العديد من المقالات والتحقيقات الصحفية والأشعار في العديد من الصحف والمجلات داخل وخارج مصركما عمل محررا صحفيا بالصحف والمجلات داخل وخارج مصر
خيرى شلبى ذلك الاسم الذى شخص صاحبه المادة وحولها إلى كائن حي تعيش وتخضع للمتغيرات المحيطة بها وتؤثر وتتأثر وعلى لسانه وبقلمه جعل الطير والشجر والحيوانات و الحشرات وكل مايدب على الأرض يتحدث فهو يصل بالواقع إلى مستوى الأسطورة وينزل بالأسطورة إلى مستوى الواقع ويجعل القارئ يعيش ويتعايش مع هذه الأحداث والتحولات ويصدقها ويتفاعل معها
الأديب خيرى شلبى
نلمس ذلك في رواية بغلة العرش ورواية السنيورة حيث يتحول الواقع إلى الأسطورة وفي نفس الوقت تصل الأسطورة إلى الواقع ورواية" الشاطر" تعتبر فتحا كبيرا في العالم الروائى غير مسبوق ولا نبالغ إذا قلنا غير ملحوق حيث أن الرواية تبلغ ٥٠٠ صفحة والراوى فيها كلب نعم كلب والقارئ يتعرف من خلال تلك الرواية على شخصيته ويعايشه ويتعايش معه ويتابع رحلته الدرامية بشوق وشغف بالغين
أمير الروائيين الصعاليك
هذه مقولة صاحب نوبل الروائى والكاتب المصرى نجيب محفوظ حيث قال عن خيرى شلبى أنه صور القرية المصرية لأول مرة في الأدب العربي بشكل مبهر وبديع
ميلاده
ولد خيرى شلبى في شتاء ١٩٣٨ وبالتحديد في ١١يناير في قرية شباس عمير إحدى قرى مركز دسوق بكفر الشيخ لأب يعمل موظفاً
ثم أحيل إلى التقاعد في وقت كانت الطبقة الحاكمة هى الطبقة السائدة المتحكمة فى مصائر وأحوال البلاد والعباد من المصريين وكانت أسرته معدمه ولكنها كانت تنحدر من أصول عريقة فكان جده لأبيه من كبار موظفى سراى الخديوى وتنقل بين الوظائف حتى أصبح نائبا لناظر الخاصة الخديوية وكان عمه منشدا بالسرايا وهى وظيفة كما يقول عنها خيرى شلبى لا يستهان بها في ذلك الوقت وقد كان عمه على علاقة قوية بكبار الدولة وكان عمه الثانى من خريجى الأزهر الشريف فكان عمه هذا سببا فى إضفاء الهيبة والوقار والاحترام والهيبة على عائلته قد تصل حد المساواه مع تلك الهيبة التى أعطاها الجد والعم ولكن هذا الأصل كان سببا رئيسيا في الألم الذى أصاب الأسرة كلها فلم تستطع إظهار فقرها مرغمة من أجل الحفاظ على تلك الهيبة التى تتمتع بها مماجعل الأسرة تعيش-رغما عنها-فى ازدواجية كبيرة وبالرغم من أنها تعيش حياة الفقر والعدم إلا أنها كانت مجبرة على عدم الشكوى
ويصف خيرى شلبى ذلك الوضع فيقول زرعت في شخصيته بذور الكبرياء الممزوج بالتواضع المشوب بالحب
عمل خيرى شلبى مع شقيقته الكبرى في الوسايا لتوفير الطعام للأسرة ويحكى خيرى شلبى عن تلك الأيام كان لابد أن أعمل في وسية محمد علي باشا باليومية مع شقيقته الكبرى ليتجمع لدينا بعد عدة يوميات ثمن كيلو القمح وكيلة الشعير وكيلة الأرز لتأكل الأسرة من كتاب القرية إلى الحقل فلا إجازة كبقية الأطفال وكثيرا ما كانت تلاحقه هو وأخته السياط وتتساقط العبرات من عينى أخته وتنطلق منها الٱهات وهولا يستطيع أن يحرك ساكنا ولم يكن يكتفي بالعمل في الوسية التى كان يعمل بها نجارا وسمكريا بعد خروجه من الوسية التى كان يعمل بها بل إنه كان يعمل أيضا بائعا في محل وترزيا كان ذلك من أجل البحث عن مصدر لتوفير الطعام والخبز لتلك الأفواه الجائعة التى تنتظر ما سوف يأتي به هذا الصغير وبالرغم من ذلك كان لديه القناعة الكافية بأن الحياه وسط غابة الفقر والعوز قد تتحول يوما إلى جنة وارفة الظلال
وكانت مهنة الترزى التى مارسها فى طفولته هى التى استأثرت باهتمامه لأنها أعطته الخبرة على ترقيع ملابسه الباليه بطريقة فنية تخفى رثاثتها وكذلك" تقييف" الملابس المستعارة وبعض القروش التى كانت تدخر للكتب والأقلام ورغم كل هذا الشقاءحصل على الشهادة الابتدائية
لقد عشق شلبى" الريف المصري وانحاز إليه وتعاطف مع البسطاء والفلاحين مما جعله الأقدر على تقديم صورة واقعية تمتزج فيها شخصيات أبطال قصصه ورواياته والتى تتطابق مع فلسفته الخاصة ومع أفراد عائلته وظهر ذلك واضحا جليا في رواية الوتد" التى مزج فيها بين حقيقة بطلة القصة الحاجة فاطمة تعلبة"وبين زوجة عمه التى قيل إنها تتطابق معهافقد كانت أما مثالية تحاول تكوين أسرة قوية متماسكة وفى نفس الوقت يعد هذا النموذج للمرأة انتصارا لهاولدورها فى المجتمع بغض النظر عن مستواها التعليمى
وكان شلبى"يركز على العائلة والأسرة والتضامن والتكامل والتكافل أيضافبيت العائلة الذى هو بيت فاطمة تعلبة" كان يرمز به إلى الوطن والأبناء كانوا هم أبناء الوطن
تحدث شلبى" أيضاً عن عمال التراحيل وكان يرصد بشكل بديع تفاصيل ومعاناة هذه الفئة المطحونة وكذلك أظهر كل ماكان يعانيه الباعة الجائلون أو مايطلق عليهم الشريحة"الذين كانوا يطلقون على أنفسهم على باب الله"ولم يكن الوصف فقط لتلك المعاناه بل كان يتطرق أيضا إلى مشاعر هؤلاء ورغباتهم المشروعة بل كان يتطرق أيضا إلى الجانب المبهج داخلهم وذلك من خلال مواقفهم اليومية التى كانوا يمرون بها وقد وضح ذلك جليا في أحداث رواية الكومى"
لقد استحق خيرى شلبى"لقب إمام المهمشين فقد كان يرسم الملامح التى تتطابق مع كل شخصية من الشخصيات التى كان يتحدث أو يكتب عنها بحرفية وتقنية ومهارة فائقة بحيث يجعل القارئ يشعر بتلك الملامح متجسدة أمامه ببساطة وتلقائية دون أن يشعر القارئ بالملل
لقد وصفه الناقد صلاح فضل بأنه حكاء من طراز رفيع يدرك بفكرته قانون السرد ويتقن بموهبته بناء الرواية
رشحته مؤسسة"انباسادورز"الثقافية الكندية لنيل جائزة نوبل في الٱداب مطلع يونيو ٢٠٠٣ وذلك عن مجمل أعماله الروائية والقصصية التى ترجم الكثير منها إلى لغات متعددة منها الانجليزية والفرنسية والروسية والإيطالية والصينية
وقالت عنه المؤسسة إن هذا الرجل من أبرز وأغزر الكتاب العرب و المصريين إنتاجا فقد كتب٧٠ كتابا في الرواية والقصة والنقد والمسرح وتناولها بالشرح والدرس والتحليل أساتذة وأكاديميون في جامعات مصر والسعودية وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول وتميزت كتاباته بالغوص في أعماق الشخصية المصرية وتركيزه على المهمشين والمطحونين بحس نقدى لاذع
لقد حكى شلبى عن نفسه قائلا ماأنا إلاحكواتى سريح شرير ومجنون ولو كنت عاقلا ماكنت....خيرى شلبى..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق