الشاعر الأديب / حسام أبو صالحة
ليسانس آداب وتربية - كلية التربية - قسم دراسات إسلامية- جامعة الأزهر رئيس قسم الدراسات العليا والعلاقات الثقافية بكلية الهندسة جامعة طنطا. ابن شبشير الحصة. طنطا
لا يلام القلب بصفحه عمن أساء
وإنما الملام من أخطأ بالإساءة.
ولا يضيرُ العافي جهل المسئ له فمن يزرع الورد يحصد الورد
يقول الشاعر :
إزرع جميلا ولو في غير موضعه
فلن يضيع الجميل أينما زرعا.
إن الجميل ولو طال الزمان به
ليس يحصده إلا الذي زرعا.
فمتي كان العفو الجميل عمن أساء ضعفا؟
ومتي كان التسامح والصفح قدحا وذما؟
الم يقل الله تعالي (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
فقد رفع الله تعالى علي لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قدر العافي عن الاساءة الي العزة قال ( وما زادَ الله عَبداً بعَفوٍ إلا عِزّاً، ).
ووصف الله تعالي طيب القلب العافي عمن أساء له بالمحسن قال تعالي ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
قال علي كرم الله وجهه إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه
وقال رضي الله تعالى عنه أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثرا إلا ويده بيد الله يرفعه.
وقال رضي الله عنه إن أول عوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصار له على الجاهل
وكان الأحنف رحمه الله تعالى كثير العفو والحلم وكان يقول ما آذاني أحد إلا أخذت في أمره باحدى ثلاث إن كان فوقي عرفت له فضله وإن كان مثلي تفضلت عليه وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه.
وقيل من عادة الكريم إذا قدر غفر وإذا رأى زلة ستر.
وقالوا ليس من عادة الكرام سرعة الغضب والانتقام.
وقيل من انتقم فقد شفى غيظه وأخذ حقه فلم يجب شكره ولم يحمد في العالمين ذكره.
هل تتصوَّرون الحياةَ من غير تسامح؟
هل تتخيَّلون الصَّباحَ من غير ضياءٍ، والصَّحراءَ من غير رمالٍ وحصباءٍ ، والعيونَ من غير رموشٍ سوداءٍ ، والليالي المعتمةَ دونَ ظلماءَ ؟
أنا مثلكم لا أتصوَّر الحياةَ من غير تسامح؛ لأنها لو خَلَت من التسامح لأصبحت أشدَّ ضراوةً من حياة الغابِ.
التسامح رحيقٌ أفضَت به الحكمة إلى قلب الإنسان الواثق بيقين الله تعالى الممتلئ بحبِّه ، فيسمو بذاته عن الانتقام، ويرتفع بنفسه عن الحقد؛ لئلا ينالَ هذا الشعورُ من قلبه الطاهر، فتختلط روحه الزكية بشيءٌ من كدَرِ الحقد فيتعكَّر.. لذلك تراه يواجه سهامَ اللَّمز البشرية بابتسامٍ ورضاً وترفُّع؛ لأنه متبطِّنٌ للنوازع، مُدركٌ لهشاشة النفوس..
سامح أخاك إن زلّت به قدمُ فليسَ يسلمُ إنسانٌ من الزَّلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق