مهندس/ محمد زكى بدر الدين أبن كفرالزيات
يفضل اليابانيون النكهة الطبيعية فى طعامهم ولذلك فهم مغرمون بالأسماك الطازجة، ولكن المياه القريبة من شواطىء اليابان لاتحتوى الا القليل من الأسماك، فنهم اليابانيين للأسماك الطازجة قد أفرغ المياه القريبة من سواحلهم منها، ولتوفير الأسماك الطازجة استخدم اليابانيون سفنا كبيرة للصيد فى أعالى البحار، وكلما أبحرت السفن بعيدا كلما زادت المدة لعودتهم بالأسماك الى الشاطىء، واذا طالت رحلة العوده الى عدة أيام ، يصيح السمك غير طازج ومن ثم لايستسيغه اليابانيون ويحجمون عن شرائه.
ولحل هذه المشكلة، استخدمت شركات الصيد ثلاجات كبيرة فى سفنهم حيث يتم تجميد الأسماك أثناء وجودهم فى البحر مما يمكن السفن من البقاء مدة أطول فى أعالى البحار، وبالرغم من ذلك فقد أحس اليابانيون بالفرق بين طعم الأسماك الطازجة والمجمدة، ولم يحب اليابانيون السمك المجمد فهبط سعره كثيرا، ولجأت شركات الصيد الى حل آخر، قاموا بتجهيز سفن الصيد بأحواض سمك ، كانوا يصطادون السمك ثم يضعونه جنبا الى جنب داخل الأحواض، ولاحظوا أن حركة الأسماك داخل الأحواض تقل رويدا رويدا حتى تتوقف الأسماك عن الحركة ولكنها تظل حية، منهكة وتعبة، ولسوء حظ شركات الصيد فان اليابانيين استطاعوا أيضا الشعور بالفرق فى الطعم لأن الأسماك لم تتحرك لعدة أيام ولذلك افتقدت الى مذاق السمك الطازج، ان اليابانيين يفضلون الأسماك الطازجة المليئة بالحياة لا الأسماك الخاملة، قليلة الحركة.
ولكن كيف استطاعت شركات الصيد اليابانية حل هذة المشكلة، كيف يمكنهم الابقاء على الأسماك حية نشيطة طوال رحلة الصيد وحتى وصولها الى المستهلك اليابانى.
ولحل هذه المشكلة، استمرت الشركات فى وضع الأسماك فى الأحواض أثناء رحلة الصيد، ولكنهم وضعوا أيضا فى كل حوض أحد أسماك القرش الصغيرة، كانت سمكة القرش تأكل قليلا من أسماك الحوض ، ولكن حركتها النشيطة ومطاردتها للأسماك داخل الحوض أبقت الأسماك فى حركة ونشاط مستمر طوال رحلة الصيد، لتصل الى المستهلك طازجة وكأنها قد تم صيدها توا.
ان وجود سمكة القرش فى الحوض كان بمثابة التحدى للأسماك الأخرى، وكان سببا فى التحفيز المستمر لهم وحركتهم الدائبة لينجوا من مصيرهم المحتوم لو وقعوا بين فكى القرش.
وماينطبق على الأسماك ينطبق أيضا على الانسان، فنحن نحتاج من حين لآخر الى دافع أو حافز للخروج بنا من دائرة الروتين الممل الذى يؤدى الى الكسل والفتور الى عالم النشاط المتجدد والايداع والابتكار ، نحن نريد أسماك قرش فى حياتنا، ولكن ليس لتأكل البعض منا، بل لتحفزنا وتدفعنا جميعا الى التقدم والتطوير المستمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق