ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الأحد، مارس 05، 2023

الركض في نقطة الثبات ! .. قصيده للشاعر والناقد الكبير الأستاذ/ صبرى قنديل ابن كفر الزيات

الشاعر والناقد الكبير الأستاذ/ صبرى قنديل
 ابن كفرالزيات

أما زلت تسأل ..
و قد أتعبك الركض في نقطة ثباتك ؟
المسافة هي المسافة ،
بين ما تلقه حياتك في مواتك ،
و ما يرده مواتك إلي حياتك .
بماذا تجبك نفسك إن سألتها عنها ؛
و بماذا تجب إن كانت هي الساءلة ؟
و قد خزلتك المبادرات
و أقصتك المعادلات ،
و أبعدتك الملاحقات عن المنازلة .
كأن العمر سلسلة من الأسءلة
واصلة متواصلة
لكن إجاباتها مكبلة .
لا تقل لي بأنها أعطتك ما وعدتك ،
و أفادتك بما أنت تعرفه ،
و تزعم أنك توقعت ،
و ما شءت أدركت .
هي الأيام تلقيك للغي ،
و تغريك بالمجاملة .
حتي و إن مالت في تجملها
علي المواقف الفاصلة ،
و كيف لي الآن المفاضلة ؟
آه منها المواصلة ..
فالمهزلة أننا سامدون في غيابات المهزلة ،
و القرية الظالم أهلها تشقي في النازلة .
يزيد أنينا ما بنا ،
و يغالبها الأنين علي ما بها ؛
فلا ما أتانا أراحنا ،
و لا ما توهمنا أعفانا من تسلطات البلبلة .
تمهل ..
أيها الراكض بالأماني المكبلة ،
تمهل ..
و أرجيء سؤالك القزحي ،
فإن المشاوير حول نفسها تدور ؛
و تحجرت الرؤى العاطلة .
ما أبريء نفسي الأمارة بالزعم ،
و الركض علي حافة الوهم ،
و لا تنبؤنا بما نرتجبه الأخبار الواصلة .
إنا معا نتنفس الصعداء حتي تأتينا المسألة .
لا يصلح الإفراط إن تفاءلنا في وجه ضبابنا ؛
إن صادر عيوننا و طوقتنا الململة .
فصب لي كأسا من فطنتك المخبأة ،
حتي آمن شر المسافة بيني و بيني ،
و أمشي ...
لعلي أوقف عطشي فأبلغ أسباب الريح المثقلة .
إن حدت عن المسافة في التيه تهت ،
و ساقك الركض إلي حيث لا حيث ،
فليس في المراوحات مفاضلة .
إياك و الحزلقة ..
إن راودتك في البوح المعاظلة ،
إن ناشدتك علي رسلك ..
فلا أنا الحكيم و لا أنت السادر في المخاتلة .
النار برق يدفع خطونا ..
إن جاء بردا لم ينزل سلاما ،
و إن كان سلاما لم يجيء بردا ،
و ما كان الأشهاد في ظلام السير سندا ،
و لا ودا ،
إذ الأشباح علي أجنابنا تلاحق خوفنا ،
تعدنا عدا و تؤدنا أدا ،
و تقذف بنا من معضلة إلي معضلة .
و أقدامنا المثقلة ..
ما برحت تغوص في خطايانا المبللة ،
فيا أيها الطين المعلق في أطرافنا ..
أأنت هو أم وحلا بهيءته ،
يستحل فينا ما ملكت يمينه ،
فيما الماء قرون علي غسلنا ،
و العلة حالت بيننا و الآيات المرتلة .
ضاعت مفاتيح السؤال ،
و أخرجنا الركض من المعادلة .
ما الذى أغلق في حينا أبوابنا و مال هكذا برقابنا ؟
حتي إن أتعبنا البحث عدنا لركام المبهمات ،
فأمسكنا بخيطنا ،
نعود لنبحر مثلما بدأنا في ادعاءاتنا..
نحقن خيباتنا المتنقلة
دون أن نبادر بالبسملة ،
و الركض إيقاع في نقطة الثبات سلسلة ....
" تلك هي المسألة ".


ليست هناك تعليقات: