الشاعر/ صلاح عيد
|
سألَ اُلملولُ لمِا أتىَ الزَلزَالُ
و لما الحروبُ لما يسوءُ الحالُ
و لما الوباءُ يهِبُّ حاصداً الورى
ما كان أحرىَ أن نكونَ بِمأمنٍ
من نائباتٍ بالردَىَ تنهالُ
ما كان أحرىَ أن نكونَ بجنةٍ
معروشةٍ و الماءُ فيها زَلالُ
أنَّىَ نروحُ يَرِفُ فوقَ رؤسِنا
ثمرٌ وسربُ ملائكٍ.. و ظلالُ
كلٌ يعيشُ منعماً بمروجها
و من الأمانِ يلفُنا سربالُ
لا شاغلاً إلا القنوتِ لربنا
لا الفقرُ يقهرُنا و لا الأغلالُ
لا حاجةً في أن نكدَّ لرزْقِنا
أو نمشي فوق ظهورِنا أثقالُ
أو نجعل البغضاء تٌنبتُ بيننا
و إلى الفنا تمضي بنا الآجالُ
من أجلِ بئر الماء نفْتِكُ بَعْضَنا
و على البسوسِ يشبُّ فينا قِتَالُ
فأجبته يا صاحبي كُنْ قانعاً
و أدعُ الكريمَ تضرُّعاً .. سَتَنَالُ
منذُ المجيء نخوضُ بحراً هادِراً
قد نُبتلىَ و تصيبُنا أهوالُ
أو نهتدي للشطِ بعدَ صِراعنا
بيْنَ الرياحِ فصبرُنا أحبالُ
إنَّا خُلقِنا في الحياةِ لحكمةٍ
مرسومةٍ عاشتْ بها الأجيالُ
والله يُبْلونا ببعضِ تخوفٍ
فتموتُ أنفاسٌ و ينقصُ مالُ
و النائباتُ هيَّ اختبارٌ للورى
هُمْ سيئوا في آتونها و توالوا
فيفوزُ من يرضىَ بشِرعةِ ربه
و يخيبُ من بضلالهِ يختالُ
أقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق