الخميس، فبراير 23، 2023

زلزالْ .. قصيده للشاعر الكبير/ صلاح عيد ابن المحله الكبرى

الشاعر/ صلاح عيد
محاسب وكاتب وشاعر .. صدر له.. ترنيمه الشفق , وركام , وتسائلات المرايا.. ابن المحله الكبرى

سألَ اُلملولُ لمِا أتىَ الزَلزَالُ
و لما الحروبُ لما يسوءُ الحالُ

و لما الوباءُ يهِبُّ حاصداً الورى
فيموتَ شيابٌ و تفنىَ عيالُ

ما كان أحرىَ أن نكونَ بِمأمنٍ
من نائباتٍ بالردَىَ تنهالُ

ما كان أحرىَ أن نكونَ بجنةٍ
معروشةٍ و الماءُ فيها زَلالُ

أنَّىَ نروحُ يَرِفُ فوقَ رؤسِنا
ثمرٌ وسربُ ملائكٍ.. و ظلالُ

كلٌ يعيشُ منعماً بمروجها
و من الأمانِ يلفُنا سربالُ

لا شاغلاً إلا القنوتِ لربنا
لا الفقرُ يقهرُنا و لا الأغلالُ

لا حاجةً في أن نكدَّ لرزْقِنا
أو نمشي فوق ظهورِنا أثقالُ

أو نجعل البغضاء تٌنبتُ بيننا
و إلى الفنا تمضي بنا الآجالُ

من أجلِ بئر الماء نفْتِكُ بَعْضَنا
و على البسوسِ يشبُّ فينا قِتَالُ

فأجبته يا صاحبي كُنْ قانعاً
و أدعُ الكريمَ تضرُّعاً .. سَتَنَالُ

منذُ المجيء نخوضُ بحراً هادِراً
قد نُبتلىَ و تصيبُنا أهوالُ

أو نهتدي للشطِ بعدَ صِراعنا
بيْنَ الرياحِ فصبرُنا أحبالُ

إنَّا خُلقِنا في الحياةِ لحكمةٍ
مرسومةٍ عاشتْ بها الأجيالُ

والله يُبْلونا ببعضِ تخوفٍ
فتموتُ أنفاسٌ و ينقصُ مالُ

و النائباتُ هيَّ اختبارٌ للورى
هُمْ سيئوا في آتونها و توالوا

فيفوزُ من يرضىَ بشِرعةِ ربه
و يخيبُ من بضلالهِ يختالُ


أقرأ أيضاً


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق