ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الأربعاء، أغسطس 31، 2022

أئمه التنوير.. الشيخ حسن العطار.. بقلم الأستاذ مبارك احمد النمر

الأستاذ/ مبارك احمد النمر
 بكالوريوس اعلام قسم صحافة ونشر كلية الاعلام جامعة القاهرة 1976 آخر وظيفة مديرعام ثقافة الغربية وكان مديرا لقصر ثقافة كفر الزيات حتى عام 1986ومديرا لقصر ثقافة طنطا حتى عام 1999 

يعد الشيخ حسن العطار أحد المشاركين الأساسيين فى نهضة مصر الحديثة ، وشدد على الإصلاح فى الأزهر وقال :
(وقد انتهى بنا الحال فى زمن وقعنا فيه من تقليد ونقل علوم وجدنا أن نسبتها إليهم كنسبة عامة زمانهم) .
ولد الشيخ العطار عام 1766 لأب مغربى ، وكان الشيخ السادس عشر للأزهر فى الفترة من عام1830 حتى وفاته عام 1835 .
اشتهر بأنه كان حجة وفقيها ومجددا ، وكان أديبا وشاعرا ورحالة ومحققا للمخطوطات ، كما تميز بالأصالة الفكرية والنزوع إلى إعمال العقل ، وكان يجيد اللغات التركية والفرنسية والألبانية ، وتميز مشروعه بالإنفتاح وتقبل الآخر .

جمع بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب وساعدته علاقاته بضباط الحملة الفرنسية على الاطلاع على أحدث ماوصلت إليه العلوم المدنية ، واتجه إلى الكتب التى ترجمت فى أوائل عصر النهضة فى القرن التاسع عشر .

أشار على والى مصر محمد على بفكرة إرسال البعثات إلى أوربا لتحصيل العلم ، وأوصى بسفر رفاعة الطهطاوى مع البعثة ، وكان أول محرر لجريدة الوقائع المصرية عام 1828 .

ساهم بتكليف من محمد على فى انشاء المدارس الفنية العالية مثل الطب والهندسة والصيدلة .

عندما وصل إليه أن طالبا متشددا حاول طعن كلوت بك الأستاذ بمدرسة الطب بأبو زعبل توجه إلى مقر مدرسة الطب وقابل كلوت بك و جميع الطلبة كما قابل الطالب المتشدد أيضا ، وأفتى من مقر مدرسة الطب بعدم تحريم التشريح .

ويروى عنه رفاعة الطهطاوى قوله : (إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها) .
وقال عنه الجبرتى إنه قطب الأقطاب وتاج النبلاء ذو الذكاء المتوقد والفهم المسترشد .

وكان الشيخ العطار يهوى سماع الغناء والموسيقى و يتهم من يحرمونه بجمود المشاعر وجفاء الطبع وكتب يقول :
(من لم يتأثر برقيق الأشعار تتلى بلسان الأوتار على شطوط الأنهار وتحت ظلال الأشجار فذلك جلف الطبع حمار) .
وأتمنى أن يعلم ذلك المتشددون هواة التحريم فى كل عصر وإنما عجلت بتقديم الشيخ العطار كأحد رموز التنوير لانفتاحه على الآخر ، وعشقه للفنون التى يحرمها الآن هواة التدين الشكلى البغيض


اقرأ أيضاً





ليست هناك تعليقات: