التى تؤثر فيك
وتقلقلك لدرجة الحزن المبكى..فهو عمل ذات خط درامى شيق متصاعد متناغم لغة ووصفا وسياقا'
جمع بين أساليب
شتى الواقعى منها والخيالى والتشبيهى.كل فى باقة انسيابية إنسانية بلا شذوذ أو تباهى
باللغة وادواتها زيادة أو اقتضابا فى عمل أبطاله شخصية واحدة هى: الفنانة صاحبة المرسم
الغارق من جراء السيول..
ورغم أنها شخصية
واحدة صامتة إلا أنها حملت حوارا لا يجود به زمرا من الناس
كاد يصل بنا فى كثير من مراحله إلى اختلاطه بنا وامتزاجنا به.فشعرنا ب اسفنسكية الغرق وخفة الطفو ومرونة السباحة بدلا من اللوحات الغارقة بالمرسم
مثلما حدث فى أولى قصص العمل..
الشاعر/ رضا غريب ابن كفرالزيات |
واقنعنا أن الماء
قد يفقد خاصية الإطفاء ويحمل بدلا منها خاصية
الاشعال والاشتعال فى المضمون الخفى..
وبدلا من أن يكون
مصدر حياة تحول إلى معول هدم.اشعرنا بما هو
اشد إيلاما من آلام الغرق ذاته..
ففى ذلك براعة كبيرة من اديبنا القاص أن يمحى لى برغبتى أو مرغما ما اقتنع به ويقنعنى بما يشير إلى به وتصديقه.
حدث ذلك وأكثر
جراء حادث قد يمرق سريعا أمام ابصار الكثيرون ولكنه يتوقف ويرسخ أمام بصيرة من يرى
خلف الستار..
حين أغرقت مياة
السيل لوحات فنانة قد افنت فى نسجها عمرا**وهنا إسقاط خفى يقصد به أيام العمر الذى اغرقته هموم ومشاكل الحياة**
تم صياغته برفاهية
مهنية شيقة
كما استعان دون
خوف بمصطلحات علمية تتسم بالجمود وجدلها ومزجها ودفرها فى نسيج متناسق متناغم..
مثل:( الغمر. الطفو.
التبخر. الغرق.السباحة )
حيث جعل من الغرق
عذاب
ومن طفو اللوحات
الغارقة عذاب وحسرة أكبر لأحلام كانت صرحا و مأوى وفى طرفة عين صارت سرابا..
فى صورة تميزت
دراميا بالحركة تنقلا وسكونا مشبعة بحواس زادتها مرارة بسبب رؤية
وتنفس واختناق..
كما استعان اديبنا
بكم كبير من الأفعال المضارعة فى مواقعها الملحة وليست دخيلة أو حشوا ليدلل بها عن
مدى الألم والحسرة المستمرة.
(( تطفو..تزين..تتبخر..
تنقذه.. تختنق..يعتذر..يلاطفها..الخ..))
وفى خضم هذا المناخ
الماسوى حذف اديبنا ببراعة اعيننا من مواضعها اعلى الرأس ليرسو بها فى جوف القلب ويجعلنا
نرى بعين فنانة المرسم مالا يمكن أن نراه بحس وشفافية راقية..حتى وقت المصيبة الشخصية
لصاحبة المرسم وغرق حلمها حين قال:<< تطفو فوق الماء الذى تزين سطحه بجميع الألوان
>>
يا لها من كلمة
بألف كلمة(تزين)!!
فبدلا من تشوه
أو تلطخ..جاءت كلمة تزين..
فمشاعر الفنانة
جعلتها ترى بين الخراب أو ف الخراب نفسه جمالا!!
لم ولن يراه غيرها..
كمن يرى فى شكل
الثعبان المخيف المرعب
فكرة عمل لوحة
أو نحت عمل أو صناعة تحفة بالغة الجمال..
فالتقطت عينيها
جماليات سيولة الألوان المهدرة تزين سطح الماء داخل مرسمها الغريق.
آخذة بقول الشاعر
اللبناني/ايليا ابو ماضى**كن جميلا ترى الوجود جميلا**
كما اوحت عبارة**فى
عينيها مرت شبورة من الدموع** :
ان المبتلى له
لحظات ضعف مؤقته ان كان يملك إرادة وعزيمة كبيرة. لأن الشبورة وتمثل هنا الحزن ودموع
الصدمة مهما زادت فعمرها الزمنى قصير ثم تنقشع..
كما ذكر العين
كعضو بصر ولم يذكر الحاسة وهى ( البصر والبصيرة) ذات المدلول الأعمق..
وقد كان : حين
انسلخ الأمل من بين براثن اليأس على مرحلتين :
* الأولى *
حين تولدت أقصوصة
صغيرة من داخل القصة الأم على شكل مواساة وطبطبة واعتذار رقيق حان.. ليس بيد بشر ..لا: من لوحات طافية وفرشاة عالقة
ذهبت سابحة صوب الفنانة كطفل باكى يحتضن أمه
الحزينة..
* الثانية *
ميل وانحناء الفنانة
بعزة وإرادة لالتقاط الفرشاة لتكون سلاحها من جديد فى تحد جديد لبداية صمود يعقبه صعود
فانطلاقة..
مع بزوغ شمس جديدة..تذكرنى
بقول الشاعر:
( ليس فى كل انحناءة
انكسار** فانحناءة القوس يتبعها انطلاق..)
فى غرفة العمليات
وتحت تأثير المخدر بين طارة وطارة: أن تفضل رحيلك بمعنى(ذهابك ) مع من أحببت على تواجدك
مع قلبك رمز الحياة لك. فتلك دلالة على أن محبوبتك بالنسبة لك هى الحياة نفسها..
وليست مجرد قلب
تعيش لأجله الحياة..
ودليلنا هنا حين
قيل على لسان الحبيبة لحبيبها فى غرفة العمليات:
( اترك قلبك مع
الطبيب وتعالى معى )
مدت يدها فاستجاب
كفى << والفاء هنا تفيد سرعة الاستجابة والتلبية اللا ارادية>>
ليطمئن فى مخدع
كفها الطرى)
ثم استطرد موضحا
مدى سعادته معها حيث سار فوق السحاب وجلس على المقعد الأبيض الشفاف..
كل ذلك فى موقف
من المفترض فيه انه بين الحياة والموت والانين والنحيب..
إذن إنه خاتم سليمان
الذى تخطى حدود الألم ومسبباته وخط لنفسه طريق الأمل
انه الحب. نعم
الحب .طوق نجاة كل متعثر
مهما كانت صنوف
الحادثات..
وما زاد الشوق
تشويقا: أن الحبيبة رسمت لحبيبها لوحة بلا قلب ليست دعوة للقسوة
لا..بل للتخلص
من آلام الشقاء والفراق
وأنها ستكون بل أصبحت قلبه البديل..
♤♤♤ صور ابداعية ♤♤♤
زخرت بها هذه القصة على سبيل المثال :
{مخدع كفها الطرى}
تشبيه جميل يشير لراحة المحب فى كتف من احب.
{ مشيت بخطوات
طائرة فوق سحاب ذاكرتى}
كثافة تصويرية
توضح مدى خفة ورشاقة العاشق..
{ اتسعت..ابتسمت}
ايقاع موسيقى ترتاح لسماعه الأذن.
تكرار كلمة{قوة}توكيد
على شدة العطاء.
وكذلك حرف عطف
الواو.
وكذلك أداة نهى
{ لا}
وحرف{س} المستقبلية
فى كلمة..س
سارسمها..
وكأنه سيولد على
يديها من جديد
ومثله نتمنى جميعا:
أن نولد من جديد..
*******************************
عندما نحب نصبح
مثل الجنين الذى يتشكل من جديد حتى ولو تجاوز عمريا حد الكهولة
ونحلت الأزمنة
أوصال جسده المنهك..
او مثل الأرض البيد
التى علمت أن السحاب ضرب معها موعدا وانه سيبرق لها بما تيسر من مطر..فتشعر بجلال قدرها وخصوبتها ولو
كانت فى مكنون طبيعتها مالحة قاحلة..
الاحتواء كلمة
سر اى حب ولها مفعول السحر للانبات والازهار
لمن أشرف وشارف على الفناء..
لقد تم تصوير ذلك
وعبر عنه بحرفية عالية راقية بجملة:( جمعت الشرايين فى قبضت يدها ورفعت القلب لأعلى
برفق شديد فبدا مثل المولود توا )
يا لها من كلمات
ذات معنى ورونق..
.فكلمة*جمعت* بمعنى
احتوت ولملمت وسيطرت شتات ضعيف ولم تترك لا شاردة ولا واردة..
ولم تقل أحب فيك
هذا وأكره ذاك..
كما أنها اتت فى
جمع الجوهر وهى الشرايين الموصل الأساسى لسائل الحياة وهو الدم..
.وكلمة قبضة*لیست
لقوة العنف بل للتمسك بمن احب والدفاع عنه
حيث وازنت العبارة
ذهنيا قائلا:
..رفعت القلب لأعلى
برفق شديد..
..اذن:( القوة
والرفق والشدة والغلو)
اختلفت لفظيا واتحدت
ترادفيا من حيث الهدف والمغزى فى صياغة حية مصورة تجبرك على تقمص الحالة وتعايش شخصياتها..
اما عن مضارعات
هذا العمل فغرضه:
(الصبر والامل
والحب)
حتى ولو كان فى غرفة عمليات مثل:
(يسمع.يفرح.يلعب.يضحك
يثرثر..الخ)
لتوضيح حال حبيبين
انصرف احدها عن الأخر فتمسك الثانى به لآخر رمق..
..اعجنى مصطلح**القلب
التفاحى**
ورغم أن القلب
فى الأصل كمثرى الشكل
الا ان التفاح
لدى غالبيتا تعنى الجمال والتفاؤل فيقال خدود مثل التفاح وخضار مثل التفاح ويتصدر التفاح
طبق الفاكهة امام الضيوف..رغم أن التفاح يعتقد الكثير أنها سبب خروج آدم من الجنة..هههه..
* تغريدة الروح
**
وداع مزدوج للحياة
له ولمن جعلت لحياته معنى .فى وصف شجى حزين هادىء وذلك قبل وداع الحياة والذى تقمصتنى
حالته بالفعل ووضعتنى تحت مقصلته.كمن يصاب بالهوس المرضى حتى ولو كان فى وافر صحته..حدث
معى ذلك حين وجدت سياق الحدث الدرامي ينبض ..مع صغر عمر حياة بطله وحلمه فى عملية تصغير
وتحجيم وخصحصة فى كل شىء ومن اى شىء
مثلما سأخبركم الآن:
(السماء الشاسعة
العالية الزاخرة بالنجوم) :
*أصبحت فى عين
بطلنا مجرد سقف غرفة..
(الحبل رمز التماسك
والترابط دنيا ودين):
*جاء هنا لمضاعفة
الوهن والقيد والانكسار استعدادا للرحيل..
( النافذة المطل
منها على الحياة ):
*صغيرة الحجم قليلة
الضوء تم ذكرها فى زمن الماضى.
(الشارع الفسيح
):
* اختار منه رصيف
وحيد رفيع مسارا وممشى له.
(اختار من أوقات
اليوم بعد الفجر):
*وليس فى الفجر
نفسه.<<فارق زمنى مقصود بين ..بعد..و فى..>>
(الاكتفاء من مرمى
الرؤية):
*بالنظر فوق صدره
فقط.
*ومن الصوت..صداه.
*ومن الألوان..الباهتة.
*ومن الطعام..الجوع.
*حتى قوة قبضته
كانت للتمسك بالتوتر وليس الخلاص منه!!
*والشعور بالصعود
ليس للحياة بل لمغادرتها بصعود روحه للسماء.
هناك تعليقان (2):
المجموعات القصصيه الواقعية والخيالية تربط بين الواقع المؤلم والمعاش وبين احلام البشر وامالهم
وللاسف لم يعد في الصدر ولافي العقل متسع لمتابعة هذه المقروئات
والمسطر
اوالمسطرات
في زحمة الواقع المعاش
مصطفي محمددراز دراز
إرسال تعليق