الشاعر والناقد الكبير الأستاذ/ صبرى قنديل ابن كفرالزيات
مهداه لروح شاعرنا الكبير فاروق خلف
عاتبته ..
ضحكاتها التي مرت في مجالسنا
كاننا و كانها علي سفر
نبحث في دروبه عن اللص المتخفي فينا
بعد ان اهرق دم النهر
و علق تميمة الغيب
علي شاهد المعني .
كانت تلبنت الخضراء
تفرد في الاغفاءة شالها الفسدقي
و تغطي بطرفه الخشن
ضحكتها الداكنة ..
يوم انستها البراءة في ليلة باردة
ان تشده علي مبسمها اليتيم .
كانت البنت الخضراء ..
تسافر في سكون الليل ،
تتفحص الشوق في عيون المتلصصين ،
وعما انزلهم في صقيع الليالي الخاوية للبيت القديم ..؟
لم يمنعها الخوف من ان ترقب حركة الفئران
التي تبعث الحياة في الليل الميت ؛
و في رشاقة لا تكف عن الداب ..
تحرس الخرابات و الزوايا المظلمة .
فمن هذا البرى ..
الذى علق اعضاء البنت الخضراء
فوق اعواد البهتان ؟
ازقزق الفئران ..
و هي تتسلل من تحت الابواب المغشي عليها ،
ثم تمشي في بطء الي مخادع تحتوى جثثا سرقت رجولتها ،
و سحقت انوثتها ،
و يتمت اطفالها .
في حضور الام المتلحفة بالانين ،
و شاهد علي سرير الابوة
قد انخلعت منه روحه .
عاتبته البنت الخضراء ..
في دمعاتها التي تحجرت علي صفحة الشعر ،
و قد ارقتها ملامحه التي حملت اليها مواثيق الطيابة .
كانت البنت الخضراء ..
ماثلة في هذه الدمعات ،
كما هي ماثلة في خضرة الغلاف
كاااااف ..
و كاف اخرى في اثر كاف .
هى وردة النار ،
و شعلة الرماد ،
و اسطورة الاطياف .
و قد جاءتني ملفوفة في السواد ،
اذ قالت :
ان فاروق خلف يقرؤك الحزن ،
و يذكرك بارهاقات القنديل ،
حيث لم يعد ينفع الغناء بين يدى في زرقة الوقت ،
فانظرا ماذا ستفعلان ..؟
البنت الخضراء ..
خرجت من كتاب كافور الاخشيدى
لتبصق في وجه المتنبي
ثم تعترف في اجلال ..
ان قصيدته تصدح في الصحراء .
البنت الخضراء ..
غازلت في شهقة الفقد صلاح عبد الصبور ،
بعد ان اتعبها الابحار في ذاكرة الفارس القديم ،
فلم تجد ردا لديه
عن حال الناس التي في البلاد
و حال الحلاج الذى يقيم في ميدان البدوى
منذ ربيع القرن الماضي .. و لا ينام .
البنت الخضراء ما تزال تعاتبه ..
و قد ارقه صوتها في دفتر المطر ،
حيث يدوى في صرخات الشوارع ،
و دمعاتها ياكلها الزحام في سوق الصور ،
زحام تجرى مياهه في طرقات طنطا .
الينت الخضراء ..
خريطة جفت ينابيعها
و المغني يرصد من شارع الحلو
نهر الوحشة الجارى في ركود الصبر
و ينعي خصومة العصافير لسماءها الجهوم في مواسم النيران ،
و كيف ان نجومها علي غفلة افلتت
في صيف الاكاذيب الكبيرة ،
و الشمس قد و دعت قمرها في جنازة الصباح .
الينت الخضراء ..
وردة الموت الحاضرة قي زوايا الشرفات
كتميمة الصحو
و غواية النيام ،
ما زالت تطوف في الليل
علي حقول الوجع ،
رغم ان الارض تلقي في وجهها
بصمتها المالح ،
لكنها تهدهد في فجر الشتاء
ما تشرق به الايام ..
اذ تلقي به علي غنم القوم ،
و تمضى غير عابءة بما يخلفه الشر من سلام .
البنت الخضراء ..
تعاتبه تحت الاشعة ،
و من فوقها ،
و من خلفها و امامها ،
و التي ترابنا هو تبرها ،
و هي الاوهام التي تحيا فينا ،
و التي نحيا بها .
البنت الخضراء ..
لها في الناس طلة النحاس
و دكنة القصدير ،
و ارهاقات الحدادين ،
و تطوحات الدراويش و بهجة الذهب .
البنت الخضراء ..
لها راءحة الكمون و الينسون ،
و لها بهاء البحر ،
و لها اشتهاء الفصول
للدوران في عجلة القمر
و لها عتب ،
و لها ..
و لها ..
و لها عبق الحزن
المقيم في حدقات العيون ،
و لها ارجوحة معلقة علي احبال الظنون .
الينت الخضراء ..
عاتبته دمعاتها التي لونت وجه البيوت بالقاني ،
و قد فرت من شارع الخان ،
باحثة عن طفولتها التي اختطفت علي غرة ،
يوم ان كانت الارض هنا تذبح في وحدتها صباح العيد ؛
و الخلاءق ..
دراويش يعانقون عذابهم علي عتبات الامام ،
بينما القابع في شارع الحلو
ما يزال صامدا ،
يدفع عن شوقه مرار الروح ،
و يبعث الحياة في رجفة القصيدة .
البنت الخضراء ..
تطوف كل ليلة حول ضريح الولي
و لا تراها العيون الشاردة سوى في التمتمات ،
و في سحابات البخور علي عتبات الصباح الملوث ،
و هي تحلق علي عربات الفاكهة ،
و في رجاءات المساكين ،
و توسلات الساءلين ،
و تدق صبابتها واجهة الدكاكين .
البنت الخضراء ..
تقطع شارع سعيد ذهابا و جيءة ،
تبحث بين فصاءل المتسكعين عمن جاؤا علي قميصها بدم كذب ،
و علي عينيها التي انخلعت .
فمن قال هاذيا ..
انها بيعت في شارع البورصة لاحد السماسرة ،
و من قال انها شوهدت بين يدى مخبول يجرى في شارع البحر ،
حيث سيقايض عليها تاجر الروبابيكيا الانيق في قصر الوصاية
بحذاء فردتاه شمال .
البنت الخضراء ..
فريدة .. لكنها ليست جديدة
حتي و ان ولدت من مخاض القصيدة .
تموت كل يوم علي اغصان الشجر ،
و تحيا خشبا في ارض الموت ،
بعد ان لفظها البيت الذى يمر بالبرارى ،
و اراقت دمها الوردة التي في زعم الشاعر .
البنت الخضراء ..
تخرج من قطران الاسفلت ،
و تمشى اشلاء في قصص النبلاء .
البنت الخضراء ..
تعبت من مطاردات الغربان السود ،
حتي تورمت قدماها ،
فنامت مجبرة تحت كوبرى سيجر ،
و ظلت تءن ..
من وطء حوافر العابرين ،
ثم ابتسمت و راحت في الحلم ،
تحرسها مدفاة الظلمة .
البنت الخضراء ماء
البنت الخضراء بهاء
البنت الخضراء ..
الب .. ال ....ء
راااء
راء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق