ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الأربعاء، يوليو 27، 2022

البنت الخضراء .. قصيده للشاعر والناقد الكبير الأستاذ/ صبرى قنديل ابن كفرالزيات

الشاعر والناقد الكبير الأستاذ/ صبرى قنديل ابن كفرالزيات

مهداه لروح شاعرنا الكبير فاروق خلف

عاتبته .. ضحكاتها التي مرت في مجالسنا كاننا و كانها علي سفر نبحث في دروبه عن اللص المتخفي فينا بعد ان اهرق دم النهر و علق تميمة الغيب علي شاهد المعني . كانت تلبنت الخضراء تفرد في الاغفاءة شالها الفسدقي و تغطي بطرفه الخشن ضحكتها الداكنة .. يوم انستها البراءة في ليلة باردة ان تشده علي مبسمها اليتيم . كانت البنت الخضراء .. تسافر في سكون الليل ، تتفحص الشوق في عيون المتلصصين ، وعما انزلهم في صقيع الليالي الخاوية للبيت القديم ..؟ لم يمنعها الخوف من ان ترقب حركة الفئران التي تبعث الحياة في الليل الميت ؛ و في رشاقة لا تكف عن الداب .. تحرس الخرابات و الزوايا المظلمة . فمن هذا البرى .. الذى علق اعضاء البنت الخضراء فوق اعواد البهتان ؟ ازقزق الفئران .. و هي تتسلل من تحت الابواب المغشي عليها ، ثم تمشي في بطء الي مخادع تحتوى جثثا سرقت رجولتها ، و سحقت انوثتها ، و يتمت اطفالها . في حضور الام المتلحفة بالانين ، و شاهد علي سرير الابوة قد انخلعت منه روحه . عاتبته البنت الخضراء .. في دمعاتها التي تحجرت علي صفحة الشعر ، و قد ارقتها ملامحه التي حملت اليها مواثيق الطيابة . كانت البنت الخضراء .. ماثلة في هذه الدمعات ، كما هي ماثلة في خضرة الغلاف كاااااف .. و كاف اخرى في اثر كاف . هى وردة النار ، و شعلة الرماد ، و اسطورة الاطياف . و قد جاءتني ملفوفة في السواد ، اذ قالت : ان فاروق خلف يقرؤك الحزن ، و يذكرك بارهاقات القنديل ، حيث لم يعد ينفع الغناء بين يدى في زرقة الوقت ، فانظرا ماذا ستفعلان ..؟ البنت الخضراء .. خرجت من كتاب كافور الاخشيدى لتبصق في وجه المتنبي ثم تعترف في اجلال .. ان قصيدته تصدح في الصحراء . البنت الخضراء .. غازلت في شهقة الفقد صلاح عبد الصبور ، بعد ان اتعبها الابحار في ذاكرة الفارس القديم ، فلم تجد ردا لديه عن حال الناس التي في البلاد و حال الحلاج الذى يقيم في ميدان البدوى منذ ربيع القرن الماضي .. و لا ينام . البنت الخضراء ما تزال تعاتبه .. و قد ارقه صوتها في دفتر المطر ، حيث يدوى في صرخات الشوارع ، و دمعاتها ياكلها الزحام في سوق الصور ، زحام تجرى مياهه في طرقات طنطا . الينت الخضراء .. خريطة جفت ينابيعها و المغني يرصد من شارع الحلو نهر الوحشة الجارى في ركود الصبر و ينعي خصومة العصافير لسماءها الجهوم في مواسم النيران ، و كيف ان نجومها علي غفلة افلتت في صيف الاكاذيب الكبيرة ، و الشمس قد و دعت قمرها في جنازة الصباح . الينت الخضراء .. وردة الموت الحاضرة قي زوايا الشرفات كتميمة الصحو و غواية النيام ، ما زالت تطوف في الليل علي حقول الوجع ، رغم ان الارض تلقي في وجهها بصمتها المالح ، لكنها تهدهد في فجر الشتاء ما تشرق به الايام .. اذ تلقي به علي غنم القوم ، و تمضى غير عابءة بما يخلفه الشر من سلام . البنت الخضراء .. تعاتبه تحت الاشعة ، و من فوقها ، و من خلفها و امامها ، و التي ترابنا هو تبرها ، و هي الاوهام التي تحيا فينا ، و التي نحيا بها . البنت الخضراء .. لها في الناس طلة النحاس و دكنة القصدير ، و ارهاقات الحدادين ، و تطوحات الدراويش و بهجة الذهب . البنت الخضراء .. لها راءحة الكمون و الينسون ، و لها بهاء البحر ، و لها اشتهاء الفصول للدوران في عجلة القمر و لها عتب ، و لها .. و لها .. و لها عبق الحزن المقيم في حدقات العيون ، و لها ارجوحة معلقة علي احبال الظنون . الينت الخضراء .. عاتبته دمعاتها التي لونت وجه البيوت بالقاني ، و قد فرت من شارع الخان ، باحثة عن طفولتها التي اختطفت علي غرة ، يوم ان كانت الارض هنا تذبح في وحدتها صباح العيد ؛ و الخلاءق .. دراويش يعانقون عذابهم علي عتبات الامام ، بينما القابع في شارع الحلو ما يزال صامدا ، يدفع عن شوقه مرار الروح ، و يبعث الحياة في رجفة القصيدة . البنت الخضراء .. تطوف كل ليلة حول ضريح الولي و لا تراها العيون الشاردة سوى في التمتمات ، و في سحابات البخور علي عتبات الصباح الملوث ، و هي تحلق علي عربات الفاكهة ، و في رجاءات المساكين ، و توسلات الساءلين ، و تدق صبابتها واجهة الدكاكين . البنت الخضراء .. تقطع شارع سعيد ذهابا و جيءة ، تبحث بين فصاءل المتسكعين عمن جاؤا علي قميصها بدم كذب ، و علي عينيها التي انخلعت . فمن قال هاذيا .. انها بيعت في شارع البورصة لاحد السماسرة ، و من قال انها شوهدت بين يدى مخبول يجرى في شارع البحر ، حيث سيقايض عليها تاجر الروبابيكيا الانيق في قصر الوصاية بحذاء فردتاه شمال . البنت الخضراء .. فريدة .. لكنها ليست جديدة حتي و ان ولدت من مخاض القصيدة . تموت كل يوم علي اغصان الشجر ، و تحيا خشبا في ارض الموت ، بعد ان لفظها البيت الذى يمر بالبرارى ، و اراقت دمها الوردة التي في زعم الشاعر . البنت الخضراء .. تخرج من قطران الاسفلت ، و تمشى اشلاء في قصص النبلاء . البنت الخضراء .. تعبت من مطاردات الغربان السود ، حتي تورمت قدماها ، فنامت مجبرة تحت كوبرى سيجر ، و ظلت تءن .. من وطء حوافر العابرين ، ثم ابتسمت و راحت في الحلم ، تحرسها مدفاة الظلمة . البنت الخضراء ماء البنت الخضراء بهاء البنت الخضراء .. الب .. ال ....ء راااء راء .
 

ليست هناك تعليقات: