القاص والروائى على الفقى
المتتبع لإصدارات الشاعر محمد عزيز يلاحظ أن لديه عناوين ذات إشكاليات
وتطرح أسئلة خاصة ..1/ موال لفرد حمام عجوز
2/ الولد ..اللى .
3/ ابيضت عينك
4/ وكأنى مش غيرى ؟
ربما هى أسئلة وجودية أو فلسفية ..البحث عن معنى الحياة واشكالياتها.
وفى ديوانه الأحدث الشيطان لايفكر كرجل ..من العنوان يطرح السؤال
اشتغل الشاعر محمد عزيز فى كتابته لقصائده واعتمد على فهم خاص لكتابة
القصيدة ضمن جملة خيارات .. القارئ الجيد / المتذوق للشعر ولقصيدة النثر
بصفة خاصة لن يعجزه إدراك الصنعة البادية فى نهايات القصائد.
مهما دافع الشعراء عن لا قصديتها
نكتشف عند قراءة الديوان أن هذا العنوان هو ليس عنوانا لإحدى قصائد
الديوان ، بل نكتشفه كسؤال أو إجابة لسؤال . فى قصيدة *نزف الرب )
يقول / حيث أننى أدركت .. أن الشيطان لا يفكر كرجل .. فقد حبيبته الآن ..
 |
| الشاعر محمد عزيز ابن كفرالزيات |
وما عاد أمامه سوى الانتقام من هذا العالم ..ص 18
إذن نجد أن الشيطان لا يفكر كرجل هى أجابة عن سؤال مستتر كيف يفكر الشيطان
فتكون الأجابة / أن الشيطان لا يفكر كرجل / كما يقول بعد ذلك / أدركت أن البنت التى طالما راودتها عن نفسها /
أبدا لم تغلق الأبواب / ولم تنتظر عودتى بملابسها الداخلية / كى تجرب معى أنواع حب جديدة / علمها الشيطان إياها توا
فى القصيدة التالى / خطيئة / يقول ..ماذا ..لو ؟ أن الشيطان قرر فجأة أن يكفر عن كل خطاياه بأن يسجد لى /
كأحد أبناء أدم ؟
هكذا حاولت أن أستفيق من وهم أن الشيطان يشبهنى / إلا أننى رأيت الرب ينزف وقضى الأمر
إحالة إلى المتصوفة / كبقية حال الديوان / لكن ليست بعبارات صوفية خالصة .
لكن الحالة الشعورية المستنزفة داخل النص هى التى توحى للقارئ بهذه المعانى وفى ذات القصيدة .
يقول .. هنا نجد استنساخ / لما أورده لويس أجوان وهذا ذات دلالة لاستكمال النص والفكرة المراد إيصالها لنا الشاعر.
ذكرنى بأن أبناء الشيطان من الإنس أكثر قسوة / فهل نستطيع عقد مصالحة ؟
هكذا بعد أن أصبح الشيطان أضعف بكثير .
** ثنائية الكراهية / الحب . إعادة تدوير وتحديث لقصة قابيل وهابيل . حين يأتى فى نهاية القصيدة
ماذا لو كفر عن خطاياه بأن يسجد لى ؟
الشيطان أيضا الذى قال له فى القصيدة السابقة .
هكذا نجد الحالات المستنزفة داخل النصوص / وأعتبر هذا الديوان نص واحد ..
قصيدة واحدة مجتزأة كمتوالية شعرية نثرية / إن جاز التعبير / مثل المتوالية القصصية .
فهى حالة واحدة متدفقة
احتفاظ الشاعر بزمام قصيدته / كلما زرت القبر /حلمت .. أن البحر أصفر / أننى موجة من الرمال
كلما .. زرت قبرك .
أخطاء تصلح القلب ..بعد أن مات أبى /ليس ثمة من يعاقبنى /فى النهاية يقول ..
عل صديقا قديما يرانى /يذهب ليخبره / فيعود ليعاقبنى / لأراه من جديد .
نشعر أن الشاعر امتلك أسرار القصيدة تصاعدا أو خفوتا فى المشهد الأخير ، أو الشطر
الأخير . لكن قصر النهاية على مشهد مفارق يتحفز إليه القارئ ضرب من عقد صفقة
يكسب فيها القارئ .
فى / فضيلى / يعود إلى استحضار الأب مرة أخرى / متوالية / .
فى البداية يقول / استحالت كل الطرق / غير ممهدة للفضيلة ...
إلى أن يصل / بعد أن مات أبى / لم يعد سواك / فابق .. حتى / لا أضطر إلى الدخول
إلى التجربة /
أيضا فى / مات محاولا الموت .. الدخول فى الوجود بطريقة صوفية شفافة غير معلنة والسؤال الخفى عن الجنة أو النار .
فالشاعر جاء بقصائده أو بالشعر من المنطقة الخاصة به من جهة أخرى خارج الحسابات وفوق سماء المألوف .
والقصد من ذلك ليس الختام السعيد أو الحزين المؤثر الصادم .التى تتجلى فى النهايات .. القصائد الختامية
/ ريح / =
/ احتمال / تواريخ للبحر / أوقات / صدفة ..
هذه القصائد تتجلى فيها روح الشاعر فى البحث عن الحلم والأمل المبعثر والروح التى تريد الانعتاق من النخاسة
والبحث عن الحق والشفافية والصدق .
الختام الصادق الذى تشعر معه وهو شعور باطنى غامض أن اللوحة اكتملت وأن أى ضربة فرشاة أخرى
فى القماشة نقصان فى بهاء المشهد.حيث أن الختام المثالى غير المتوقع ولا يكبله التصنع
ولا يشوش عليه التكلف والابتذال . وهو ما حرص عليه الشاعر من بداية الديوان .
يقول فاليرى / القصيدة لا تنتهى .. القصيدة تترك .
لعله يشير إلى تلك اللحظة الخاصة حين تطالب القصيدة بختامها منتظرة استجابة الصائغ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق