د/ خالد البوهى
شاعر وكاتب وطبيب أنف وأذن له أربعة دواوين شعرية وله كتابان عن سعد زغلول
- وكتاب فقه ثقافة الاختلاف عن هيئة الكتاب وقيادى سابق بوفد الإسكندرية
يقولون إن مظفر النواب شيعى. طيب حلو جدا، ماذا قال الرجل؟ بكى الحسين وجعل عليا قناعا لكل خير، وهاجم سيدهم (يزيد) فجعله قناعا لكل شر، وهذا بالطبع لا يليق، فقد صار حب يزيد عند بعضنا من الإيمان، وصار بغضه من النفاق!
قال مظفر رحمه الله:
ماذا يقدح في الغيب؟
أسيف علي؟؟
قتلتنا الردة يا مولاى كما قتلتك بجرح في الغرة
هذا رأس الثورة
وهذي «البقعة» أكثر من يوم سباياك
فيا لله وللحكام ورأس الثورة
هل عرب أنتم!!!
«ويزيد» على الشرفة يستعرض أعراض عراياكم
ويوزعهن كلحم الضأن
ويقول:
أنبيك علي
ما زلنا نتوضأ بالذل ونمسح بالخرقة حد السيف
ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية
ويقول أحدهم -لا سامحه الله على جهله - إن الشاعر قد أثبت النبوة لعلي عليه السلام! الشاعر يقول (أنبيك علي) ولم يدرك الجاهل أن الجملة بضم الهمزة أى (أخبرك)
ويقول:
لأن ضريحك عاصمة الله فيه
ومن المسك للروح أجنحةٌ وفضاء
كأني أعلو ويجذبني أنْ ترابَك
هيهات يعلى عليه..
وبعض التراب سماء تضيء العقول..
ليس ذا ذهبا ما أقبِّله..
بل حيث قبل جدُك من وجنتيك..
ودرَّ حليبُ البتول..
لم يزل هِمَمًا للقتال ترابُك..
أسمع هول السيوف..
ويوشِك قفلُ ضريحك أن يتبلَّجَ عنك..
أراك بكل المرايا على صهوة من ضياء..
وتخرج منها, وأُذهل أنَّك أكثرُ منا حياةً..
ألستَ الحسينَ بن فاطمةَ وعليٍّ؟ لماذا الذهول؟!
لدى الرأس منك إمام الزمان, عهد...
تطيل وقوفك ضد يزيد إلى الآن..
لله ما بتاريخنا من مغول..
وذرىً فيه ليس تطال
وعنه انحدار السيول..
إننا في زمان يزيد كثير الفروع
وفي كل فرع كربلاء
لا يعنينى كون مظفر النواب شيعيا أم سنيا، ولم أنشغل بهذا الأمر لأنه شاعر لا نقيسه بمقياس الفكر مجردا من غيره إلا بمقدار. ولا تعنينى سيرته الذاتية التى ضمت مديحا لحافظ الأسد، لأن كل شعرائنا قديما وحديثا قد انحازوا إلى حكام بأعينهم إلا قليلا، ويكفيه ما تعرض له من مطاردة وسجن وحكم بالإعدام وهروب ونفى إجبارى، فكيف يحاسبه من يجلس على مقعد وثير فى غرفة مكيفة ثم يطالبه بفروسية مثالية لم يفعلها إلا الحسين وجيڤارا وقلة قليلة جدا!! يكفيه قصيدة (القدس عروس عروبتكم) التى لم تستثن أحدا من حكام العرب، بل أصر على أن يقول فى قصيدته بدمشق بين الحشود (ما أوسخنا ما أوسخنا/ لا أستثنى أحدا) ولو أراد أن يداهن النظام السورى وقتها لفعل لكنه جعل قصيدته خالصة لوجه الله والقضية.
عموما عشان محدش يضيع وقته لو حصل فى الأمور أمور: الفنان كاظم الساهر شيعى عشان يعنى لو مات ولا حاجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق