ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الخميس، مايو 26، 2022

أئمة الإستنارة 1- الشيخ المراغى بقلم الأستاذ / مبارك احمد النمر

الأستاذ/ مبارك احمد النمر
 بكالوريوس اعلام قسم صحافة ونشر كلية الاعلام جامعة القاهرة 1976 آخر وظيفة مديرعام ثقافة الغربية وكان مديرا لقصر ثقافة كفر الزيات حتى عام 1986ومديرا لقصر ثقافة طنطا حتى عام 1999 

لماذا كل هذا التربص بدعاة التجديد ؟

ألم يكن فى أئمة الأزهر من المستنيرين ما يأخذ منهم الآن دعاة التنوير مناهجهم الفكرية ؟
نبدأ سلسلة الأئمة المستنيرين بالإمام المراغى شيخ الأزهر أحد دعاة مدرسة العقل وذم التقليد .

 الشيخ المراغى

يقول الإمام المراغى :
(لايستقيم التجديد فى الفكر والسلوك إلا إذا أعملنا العقل المنضبط بالوحى ، وطرحنا عن أنفسنا رداء التقليد والإتباع دون دليل) .

ويقول :
(إن القرآن الكريم يذم التقليد وعدم الاهتداء بالعلم الناشئ عن الدليل فى غير آية منه) ، يقول تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولايهتدون) - سورة البقرة - 170 .

فالتفكير والتدبر كانتا من أبرز القضايا التى تبناها الشيخ المراغى ، فقال فى جناية صرف الناس عن الكون وعلومه :

(إذا كان القرآن الكريم هو كتاب الله المستور المقروء ، فإن الكون هو كتاب الله المنظور ، كلاهما سواء فى الدلالة على عظمة الخالق سبحانه ووحدانيته وبديع صنعه وخلقه كما اننا مدعوون إلى تدبر كليهما والإنتفاع من الأسرار المبثوثة فيهما) .

وعن فضل العلم قال الإمام المراغى :

(لقد جنى بعض العلماء على المسلمين فى الماضى جناية صرف الناس عن الكون وأسراره ، وهذا لايتفق وأغراض القرآن فضلا عن أن هذه الدراسات رفع التعمق فيها أمما من أمم العالم ، ومكن لها فى الأرض فاستولت على أمم تفوقها عددا وثروة واستوت على عروش العز والسلطان ، وإهمال هذه الدراسات سلب العزة من أمم كانت خليقة بالعز) .

ويقول :
(أنصح قومى وأهل ملتى بتوجيه الجهود إلى الدراسات العلمية واستثمار ما أودعه الخالق جل شأنه فى معادن الأرض ونباتها وحيوانها وما أودعه فى الهواء والضوء وغير ذلك من الموجودات وذلك خير مما نحن فيه دنيا ودينا) .

تولى الشيخ المراغى الأزهر مرتين ، الأولى لمدة عامين من 1928حتى استقالته عام 1930، والثانية لمدة عشر سنوات فى الفترة من 1935 حتى وفاته عام 1945 .

وكان الإمام المراغى تلميذا للشيخ محمد عبده وقال عنه الإمام د. عبد الحليم محمود إنه عالم ذكى وشخصية خارقة ، مهيب وصاحب رأى فى العلم والسياسة .




ليست هناك تعليقات: