الأستاذ/ على الفقى المحامى والروائى الكزداوى الكبير
خرجت من الألبوم، جلست عند رأسه ، كان المساء يرسم لونه على لوحة شفافة بعرض الجدار ..بعينين حائرتين حزينتين اخرجت ألوانها من حقيبتها اللا مرئية وهى تبحث بشغف عن عينيه حتى نزعتهما..لمعت العينان فوق اللوحة وأضافت خطوطا حول الوجه الشاحب فامتلأ نضارة..ابتسمت وهى ترتشف قهوتها المرة بأطراف اصابعها..بيدها الأخرى تسحب المساء وترسم مركبا صغيرا وأجلسته على كرسي فضى ، يتهادى على سطح ماء رائق بينما الزبد تدحرج خارج إطار اللوحة..
اشتعلت ذاكرته ايام البحر واللهو ..امتص عينيها ..الحب والنكات..الذكرى تصارع عتمة الغرفة .ناولته فنجان قهوته التى أعدتها على محرقة رمال الذكرى.ومالت معه تمرح نظراتهما بالشوق ،وأصابعهما تعبث بالماء .تناول يدها وقاما يرقصان على موسيقى الموج الهادىء ..اهتزت اللوحة ..ضحكا ..ارتج الجدار..ضحكا ..كاد الزلزال ان يمحو رغبته..احتضنها بقوة ..تشبث بجسدها ..على وشك أن تذوب ..أضيأت الغرفة ..فرأى كل شىء بوضوح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق