الشاعر الأديب / حسام أبو صالحة
ليسانس آداب وتربية - كلية التربية - قسم دراسات إسلامية- جامعة الأزهر رئيس قسم الدراسات العليا والعلاقات الثقافية بكلية الهندسة جامعة طنطا. ابن شبشير الحصة. طنطا
أيَا رَحْمَةَ رَبِّي بِإنْعَامٍ
قَدْ فَاقَ الحُسْنُ بأَكْوَانِ
قَدْ فَاحَ العِطْرُ بذكراهُ
فامتزجَ المِسْكُ بأرْكَانٍ.
قَدْ كَانَتْ طَيْبَةُ لا تُذْكَرُ
مِنْ قَبْلِ مَجِيء العَدنَانِ .
قَدْ كَانَتْ قَفْرًا لا تُنْبِتُ
فَصَارَتْ جَنَّةَ أفْنَانِ .
قَدْ هَاجَرَ فِيهَا فامتَلَأَت
نُورًا وضِيَاءً وَأَمَانَ.
لا يُعْضَدُ فِيهَا شَجَرٌ
وَيُسَاقُ لِطَيْرٍ إحسَانٌ.
رُدَّتْ أفْرَاخُ الحُمُّرَةِ.
لا يَفْجَعُ فِيهَا حَيَوانٌ.
أَقَامَ الدِّينَ بِهَا سَعِدَتْ
فَأَهَلَّتْ بِكِرَامِ الإنْسَانِ.
قَدْ آثَرَ طَيبَةَ حُبًّا
كَمَحَبَّةِ مَكَّةَ صِنْوَانٍ .
مَا أخْيَرَهَا الصُّحْبَةَ
طَيْبَةُ تُعلِيهَا بِبَيَانِ.
إذْ آخَىَٰ الأَوْسَ بِخَزْرَجِهِم
أَضْحُوا أَحبَابًا إخْوَانَ.
فَأَنَا طَيْبَةُ طِبْتُ بِمَقْدِمِهِ
وَرَسُولُ اللهِ أَسْمَانِ.
قَد هَلَّ القَمَرُ بِسَمَائِي
فَهَدىَٰ سُبُلَ الحَيْرَانِ.
إِذْ سَطَعَ النُّورُ بِأَرجَائي
فَأَزَالَ ظَلَامَ الأَزْمَانِ.
فَحَوَتْ جَنَبَاتِي زُخْرً
كَنَعِيمِ الحيِّ الرَحمَٰنِ
صَحَابَةُ طَٰهَ سَكَنُونِي
فَتَلَاشَتْ كُلُّ الأَحزَانِ.
وَرَسُولُ اللهِ مُعَلِّمُهُمْ
يَتْلُو آيَاتِ القُرآنِ.
فَقُلُوبُ الخَلْقِ لَهُ تَهْفُو
قَد صَارَ العَدْلُ بِإمْكَانٍ.
وَيَفِيضُ الدَّمْعُ بِأَعيُنِنَا
وَالقَلْبُ يَرِقُّ بِخَفَقَانٍ.
نَتَمَنَّىَٰ الفَوْزَ بِأُخْرَانَا
نَزْدَانُ بِأَرقَىَٰ التِّيجَانِ.
وَبِبَرَكَةِ طَٰهَ أَكْرِمْنِي
قَد أَعلَىَٰ شَأنَ الإنْسَانِ.
أَعْلَاهَا رَبِّي شَرَفًا
فَحَوَتْ أَطْيَبَ جُثْمَانٍ.
صَلَاةُ اللهِ لَكَ نَهْدِى
مَا قَامَ الخَلقُ بِأَذَانٍ.
إذْ قَامُوا للهِ خَالِقِهِمْ
رَاجِينَ العَفْوَ بِغُفْرَانٍ.
صَلَاةُ اللَّهِ عَلَى الهَادِي
بكل لغاتٍ وَلِسانٍ .
بِفَصَاحَةُ قَوْلٍ وَبَيَانٍ
مَا أَجْمَلَ هَذا التِّبْيَانَ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق