للشاعر والروائى الكبير الأستاذ/ محمد صالح
في البدء كان المعني
وأنا صياد المعاني القديم
مطارد الاشارات
العارف بناسخها ومنسوخها
أمشي بين الناس متشحا بالمعاني
أنا لا أبيع المعاني بكنوز الأرض
فقط امنحها للبسطاء عصافير الحياة
بعد أن أنفض الغبار عنها
مرة اصطدت زفرة لأرملة شابة
في سوق قريتنا
زفرة معجونة بالخبز والجبن القديم
زفرة معجونة بالشقاء من طلعة الشمس
وحتي المغيب
زفرة أبية تحتفي بالجوع
ولا تراود الغيث عن نفسها
زفرة شامخة كطود .
في السوق تتصاعد الزفرات
تتشابك في سماء السوق كمزنة قاتمة
تتجاذب أطراف الحديث
تتقاسم اللوعة
قبل أن تتساقط علي الأرض كوجع
يجدد نفسه كل صباح
وحدها زفرة الأرملة الشابة ظلت عازفة عن الكلام
أرادت أن تظل معني
يقول بغير قول
يتمدد دون صخب
يتشكل كلوحة لفنان من عصر النهضة
لعصفورة تحتضن أفراخها بجناحيها
بينما يحاصرها الصقيع من كل جانب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق