ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

السبت، يوليو 25، 2020

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

مهندس/ محمد زكى بدر الدين أبن كفرالزيات

أثناء مراجعته للأعمال الأدبية الناجحة عبر مائتي سنة كجزء من دراسته للحصول على  الدكتوراه وعمله كخبير للتنمية البشرية قرر ستيفن كوفى (١٩٣٢- ٢٠١٢) الأمريكى أن يضع حصيلة ماتعلمه فى كتاب تحت عنوان (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) ليساعد الأشخاص على تغيير حياتهم للأفضل وتحقيق أهدافهم من خلال إكتساب وتطوير عادات تساعدهم على تنمية شخصيتهم ليصبحوا أكثر فعالية.

يقول ستيفن إن تلاقى المعرفة مع المهارة والرغبة فى حياتنا اليومية هى التى تشكل العادات التى نسير عليها، وأنه بالعمل على تلك الثلاثية (المعرفة، المهارة والرغبة) نستطيع إختراق آفاق جديدة من من الفعالية الشخصية والجماعية. 

لقد أثبت د. ستيفن كوفى من خلال أبحاثه  أن هناك عادات سبع تنمو وتطور من خلال ثلاث مراحل ، الاولى هى مرحلة الإعتماد على الآخر ، أى أن تكون مسئولا من شخص آخر، والمرحلة الثانية هى ان تعتمد على نفسك وتكون مسؤلا عن نفسك، أما المرحلة الثالثة هى الإعتماد المتبادل ، أى نعمل معا وتكون حصيلة عملنا معا أفضل بكثير من عمل كل واحد منا على حده.


والعادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية يمكن تلخيصها فيما يلى


العادة الأولى: كن مبادرا وسباقا
يقسم ستيفن مايواجه الشخص فى حياته إلى قسمين ، الأول أطلق عليها دائرة إهتمامه  وهى الأشياء التى يهتم بها ولايملك التأثير فيها ، فمثلا قد تهتم بتشجيع فريق كرة قدم معين ولكنك لاتملك تسجيل أى هدف فى الفريق المنافس، ومثال آخر قد تتابع أخبار الحروب ويقلقك ماينتج عنها من قتلى وخراب ودمار ولكنك لاتملك أن توقف هذه الحروب أو التأثير فيها، أما القسم الآخر مما يواجه الإنسان فى حياته فهو ما أطلق عليها ستيفن دائرة التأثير، وهى الأشياء التى يمكن أن يقوم بها الشخص وإحداث تغيير، مثال على ذلك تحسين وضعه المادى ، إجادة لغة أجنبية ما، أو تحسين صحتة بممارسة الرياضة أو عمل نظام لإنقاص وزنه مثلا.
إن أول عادة تساعدك على تحقيق النجاح هى أن تبادر بالتوقف عن الشكوى واللوم لكل مايقع فى دائرة إهتمامك وتركز على الأشياء التى تقع فى دائرة تأثيرك حيث يمكنك أن تحقق نجاحا وتقدما ذاتيا. 


العادة الثانية: إبدأ والغاية فى ذهنك
فى بداية شرحه لهذه العادة طلب د. كوفى من القارئ أن يتخيل يوم تشييع جنازته وأن يتوقع ماذا سيقول الآخرين عنه بعد وفاته، زوجته وأولاده وأحفاده ومن تعامل معهم من أصدقاء وزملاء فى العمل وماذا سيذكرون عن الأثر الذى تركه وراءه فى مؤسسة أو جمعية ما.
فأنت إذا مادرست بعناية ماذا تود أن يقال عنك خلال مراسم جنازتك فإنك سوف تعثر على تعريفك للنجاح بالإجابة على عدة أسئلة ، مثلا ، ماهى الإنجازات والفارق الذى تريد أن تحدثة لكل ممن تعيش وتتعامل معهم، وماهى الإسهامات والنجاحات التى تريد أن تنجزها فى حياتك، وعندما تحدد هدفك سيكون بمثابة البوصلة التى تساعدك على التأكد من أنك تسير فى الإتجاه الصحيح نحو الغاية التى وضعتها فى ذهنك


العادة الثالثة: ضع أولوياتك أولا
بعد أن تستطيع تركيز إهتمامك على دائرة التأثير الخاصة بك ثم تصور الغاية التى تصبو إلى تحقيقها فعليك الآن أن تبدأ الخطوات العملية لتحديد أولوياتك وإدارة وقتك لإنجاز الأعمال والمهام التى تساعدك للوصول الى أهدافك التى سبق أن وضعت لها تصورا واضحا فى ذهنك.
يجب أن تعتاد على ترتيب الأعمال بوضع الأهم على رأس القائمة ولاتسمح بالضغوط المحيطة بك أن تستنزف طاقتك ووقتك وتعطيلك و إلهائك عن إنجاز الأعمال الضرورية لتحقيق أهدافك المرسومة فى ذهنك.


العادة الرابعة: win-Win
لم أجد ترجمة عربية مختصرة توصل المعنى المقصود بهذا التعبير الإنجليزي المعروف، ولذلك آثرت أن أترك تعريف العادة الرابعة بالإنجليزية ثم نقدم تفسيرا مختصرا وأترك للقارئ إختيار الترجمة المناسبة .
المقصود من هذة العادة ان تحرص عند تعاملاتك سواء فى العمل أومع الزملاء والمعارف والأقارب أن تجد حلا لأى خلاف  بينكم يحقق المصلحة والفائدة لك وللطرف الآخر، أى أن يكون المكسب أو الفوز  للجميع، ولتقريب مفهوم هذه العادة إفترض أنك تريد شراء منزلا ، فإنك تريد أن تدفع فيه أقل سعر بينما البائع يريد أن يبيع بأعلى سعر، فإذا لجأتم إلى خبير عقارات سيضع لكم السعر المناسب ويشرح لكم العوامل والآسباب مما يجعل كل منكما سعيدا وفائزا بالصفقة. ومن هذا المنطلق يمكن أن نطلق على هذه العادة بالعربية "الكل يربح".


العادة الخامسة: حاول أن تفهم الآخرين أولا كى يفهموك
عندما تناقش شخص ما فأول مانفعله عندما يتحدث هو أن نفكر فى الرد، ولم نسأل أنفسنا كيف يكون ردنا مقنعا إذا كنّا لم نهتم بالإستماع لما يقول جيدا،  إن تعلم مهارة الإستماع هى أولى خطوات نجاح المفاوضات، ولعل الحكمة فى أن الله خلق لنا أذنين ولسان واحد هى أن نسمع أكثر مما نتكلم.
يقول د. كوفى لقد إسستنفذت أعواما لكى تتعلم كيف تقرأ أو تكتب، وأعواما لتتعلم كيف تتحدث، ولكن ماذا عن الإستماع ؟ ماهو التدريب أو التعليم الذى تلقيته لكى يساعدك على أن تستمع ، حتى تستطيع أن تفهم حقيقة وبعمق إنسان آخر من خلال منظور هذا الشخص وليس من خلال مرجعيتك أنت.
إن الإنصات الجيد للطرف الآخر وإبداء مشاعر الإنتباه والتأثر بحديثه ، يساعدك على الفهم والتجاوب معه ، يقول الحكماء إن المستمع الجيد متحدث جيد ومن لايحسن الإصغاء  لايحسن الحديث.


العادة السادسة: التكاتف
ويمكن أن نعرفها أيضا بالتعاضد أو ببساطة العمل كفريق، إن التكاتف هو جوهر القيادة المرتكزة على المبادئ، إن جميع العادات السابق الحديث عنها تعدنا لكى نبدع معجزة التكاتف، 
يعرف د. كوفى التكاتف بأنه يعنى أن الكل أكبر من حاصل جمع جميع أجزائه،.
كل إنسان عندة نقاط ضعف ونقاط قوة، التكاتف هى تقوية نقاط الضعف عند بعض أعضاء الفريق بإستخدام مواطن القوة عند البعض الآخر، التكاتف يساعد على تعظيم نقاط القوة وتعزيز نقاط الضعف بالفريق.
ولتقريب فكرة التكاتف تخيل أنك تقف وصديقك تحت شجرة تفاح ويحاول كل منكما إلتقاط بعض ثمرات التفاح التى فى متناول كل واحد منفردا ، ثم تخيل أن يرفع أحدكما الآخر على كتفة ليصل إلى عدد أكبر من التفاح لايستطيع أن يصل إليها أى منكما على حده.


العادة السابعة: إشحذ منشارك
وبعبارة أخرى إبق منشارك حادا، أى حافظ على التطوير الذاتي المتوازن والذى يشمل تطوير البعد الروحى والمادى والعقلي والعاطفى بشكل مستمر ودورى لكى تتمكن من القيام بالعادات الست السابقة بأفضل شكل ممكن.
ولتقريب معنى هذه العادة يحكى أن رجلا مر على نجار يقطع الآشجار بالغابة وقد بدى علية الإرهاق، فسأله كم من الوقت تقضية فى قطع الأشجار وجاءه الرد عدة ساعات بلا توقف فليس عنده وقت ليضيعه، فطلب منه أن يتوقف بعض الوقت ليستريح ويشحذ (يسن) منشاره ويستعيد بعض طاقته ليبدأ عملة بنشاط وبمنشار حاد فيزيد إنتاجه بمجهود أقل.
إن هذه العادة تطلب منك أن تقسم وقتك ليشمل تطوير الجانب الروحى عن طريق ممارسة العبادة والتقرب الى الخالق، وتطوير الجانب المادى بالإهتمام بالرياضة وبناء جسمك والإهتمام بالجانب العاطفى الذى يشمل زوجتك وأولادك وعائلتك ومساعدة الغير وأيضا الإهتمام بالجانب العقلي عن طريق القراءة والثقافة بكل أشكالها.
 
وهكذا فإن العادات السبع تبدأ بالمبادرة والتركيز على دائرة إهتمامك الذاتي حيث يمكنك التأثير والتغيير ، ثم ضع فى ذهنك تصورا واضحا لهدفك فى الحياة ومن ثم تبدأ فى تحديد أولوياتك للوصول الى الغاية التى رسمتها فى ذهنك وتعامل مه الآخرين بمبدأ الجميع يربح ، درب نفسك على حسن الإستماع للآخر لتفهمه اولا فيفهمك  وتكون ردودك وآراءك مقنعة،  وإحرص على التكاتف مع الآخرين لتعظيم نقاط القوة وتعزيز نقاط الضعف ، وأخيرا إعمل على التنمية الذاتية روحيا وماديا وإجتماعيا  وعقليا.



ليست هناك تعليقات: