شعر الأستاذ / محمد أمان
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وأبن كفر حشاد بكفرالزيات
بمكَّةَ أنوارٌ تسيرُ وكوثرُ * وسيرتُها في النَّاسِ مسكٌ وعنْبَرُ
فطاهرةٌ فيها منَ الحُسْنِ والهُدَى * كمالٌ علا الألبابَ رأيًا ويبْهُرُ
وإنَّ لها عَقْلًا يفوقُ رَزَانَةً * وحِلْمًا نساءَ العالمينَ ويظْهُرُ
وإنَّ لها مالاً فلا شيءَ فاتَها * وكلُّ متاعٍ تحْتها مُتَوَفِّرُ
وكلُّ شريفٍ قدْ أرادَ زواجَهَا * ويَبْذُلُ فيها ما تشاءُ وتأْمُرُ
ولكنَّ قلبًا طاهرًا قدْ أمالَها * إلى نورِهِ صارتْ تهيمُ وتذْكُرُ
حبيبًا أمينًا صادقًا فَحَيَاتُها * مباركَةٌ مُذْ أنْ أتاها يُبَشِّرُ
بِوَجْهٍ يضاهي الشمسَ حُسْنًا وإنَّهُ * لَطِيبٌ رَحِيقٌ فاحَ فينا يُعَطِّرُ
فكيف لها لا تبْذُلُ العمرَ دونَهُ * وإنَّ هواها في الحبيبِ ليكْبُرُ
وكيفَ السَّبيلُ الآن في جَذْبِ قلبِهِ * سوى فَطِنٍ عَدْلٍ مِنَ النّاسِ يُخْبِرُ
أجابَ لها الرّحمنُ صادقَ رغبةٍ * تزوَّجَها المحمودُ فاللهَ تشْكُرُ
وكانت تُسَمَّى في القديمِ خديجةً * هيَ الآنَ في الآلاءِ تسمو وتَطْهُرُ
هيَ الآنَ في حُضْنِ الحبيبِ محمّدٍ * تعيشُ حنانًا والحبيبُ يُقَدِّرُ
لها كلُّ ما قامتْ بِهِ منْ صنائعٍ * منَ الخيرِ والمعروفِ تُبْدِي وتَجْبُرُ
كما أنْجَبَتْ أولادَهُ كلَّهُم عدا * حَبِيبٍ هو ابْراهيمُ والوَجْهُ أنْضَرُ
بغارِ حراءٍ كان أحْمدُ عابدًا * على دينِ إبراهيمَ والنّاسُ تكْفُرُ
وكانتْ تَعُدُّ الزّادَ يكفيهِ مُدَّةً * تُجَهِّزُ أُخْرى والحبيبُ مُبَكِّرُ
ويومَ أَتَى جبريلُ في الغارِ أحْمدًا * وعادَ إليها واللقاءُ مُؤَثِّرُ
فقامتْ سريعًا زمَّلَتْ مَنْ تُحِبُّهُ * وتُقْسِمُ باللهِ العظيمِ تُبَشِّرُ
بأنَّكَ لنْ تُخْزَى لأنَّكَ صادقٌ * يَقِينٌ لَدَيْها راسخٌ ومُجَذَّرُ
وهَيَّا بنا هذا وُرَيْقَةُ شاهدٌ * وشَيخٌ لَهُ عِلْمٌ تَقَدَّمَ يُبْصِرُ
ألا أيُّها الشّيخُ اسْمَعِ ابْنَ أَخيكَ قدْ * أَتَى حَدَثٌ في الغارِ يُلْقِي ويَأْمُرُ
أجابَ الحديثَ الشّيخُ وهْوَ مُؤَكِّدٌ * كَنَاموسِ موسى مثْلُهُ أنتَ تُنْذِرُ
فأنتَ رسولُ اللهِ هَادٍ ولَيْتَنِي * أعيشُ إلى أنْ يُخْرِجوكَ فأنْصُرُ
فَرَاحَتْ تُنَادي بالنُّبُوَّةِ زَوْجَهَا * تُثَبِّتُ أركانَ الرَّسولِ وتَصْبِرُ
وعَلَّمَهَا المُخْتارُ فَرْضَ صلاتِهَا * فكانتْ تُصَلِّي خَلْفَهُ تَتَعَطَّرُ
وبَشَّرَها بالقَصْرِ في رَوْضِ جَنَّةٍ * وجبريلُ في بِشْرٍ والقَصْرُ أخضَرُ
وقامتْ تَرُدُّ الكافرينَ بَعَزْمِها * تكافِحُ منْ أجْلِ الرّسولِ وتَدْحَرُ
وتَبْذُلُ مالاً في سبيلِ نجاتِهِ * تحاوِلُ فَكَّ الطَّوْقِ عَنْهُ وتَكْسِرُ
وظَلَّتْ على العَهْدِ الأكيدِ حَيَاتَهَا * إلى أنْ أتى الدَّاعي وبالمَوْتِ يَحْضُرُ
رحيلٌ وما حُزْنٌ كحزْنِ فراقِها * أَشَدُّ على الهادي وذَا الحُزْنُ يَعْصِرُ
وظَلَّ رسولُ الخيرِ في الحُبِّ وافِيًا * قَرَى صاحِبَاتٍ في خديجةَ يَحْصُرُ
سلامٌ على مَنْ أسْلَمَتْ قَبْلَ أُمَّةٍ * وكانتْ مع الهادي حنانًا يُدَثِّرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق