الأربعاء، مايو 06، 2020

العميان والفيل

مهندس/ محمد زكى بدر الدين
أبن كفرالزيات

إعتاد ستة رجال هنود كفيفى البصر الوقوف على جانب الطريق يوميا ليتسولوا من المارة، وكانوا دائما مايسمعون عن الفيل ولكنهم طبعا لم يروه أبدا، فكيف يمكنهم ذلك وهم فاقدى البصر، وذات يوم علموا أن فيلا يمر من أمامهم،وأرادوا أن يروا هذا العملاق الذى طالما سمعوا عنه، ولكن كيف يمكنهم رؤيته وهم لايبصرون، اتفقوا على ان يطلبوا من صاحب الفيل أن يوقفه حتى يمكنهم أن يتحسسوه حتى يستطيعوا أن يتخيلوا مدى حجمه وكيف شكله،
وضع الرجل الأول يده على جسم الفيل وصاح قائلا:" انه يشبه تماما الحائط"، ووضع الرجل الثانى يده على ناب الفيل وقال:"انه لايشبه الحائط مطلقا، انه مستدير وأملس وحاد، انه يشبه الرمح" ، أما الثالث فوضع يده علر أنف الفيل (خرطومه) وقال لصاحبيه:" كلاكما مخطىء، انه يشبه الثعبان"،أما الرجل الرابع فقد احتضن بزراعيه رجل الفيل وصاح فى أصحابه:"حقا انكم عميان، ان الفيل يشبه جزع الشجرة"، وجاء دور الرجل الخامس و حدث أن لمست يده أذن الفيل الضخمة وقال لهم ان الفيل لايشبه أى مما وصفتم ، انه يشبه مروحة كبيرة، أما الرجل السادس والأخير فكان مازال يبحث عن جسم الفيل ليتحسسه، وأخيرا وقعت يده على ذيل الفيل، وقال لأصحابه:"انكم حقا لحمقى، انكم لستم فقط عميان بل أيضا فقدتم الاحساس، ان الفيل لايشبه الحائط ولايشبه الرمح ولايشبه الشجرة أو الثعبان بل انه يشبه تماما الحبل الطويل الضخم، وعندما غادر الفيل كان كل من الرجال الستة مقتنعا برأيه الذى كونه عن حجم وشكل الفبل، لقد صدق كل منهم فى وصفه للفيل، فكل واحد منهم وصف ما جرب، ولكن فى الواقع أن كل منهم فشل فى معرفة الصورة الكاملة للفيل ، لأن كل منهم استطاع أن يتعرف على جزء من الصورة ، ولو أن كل منهم قد تخلى عن تعصبه لرأيه وعملوا معا كفريق واحد لأستطاعوا أن يضعوا أجزاء الصورة بجوار بعضها البعض،ومن ثم يمكنهم جميعا أن يروا الصورة الكاملة، وماحدث لهؤلاء الرجال يحدث لغيرهم من المبصرين ، فعلينا أن نعلم أن لكل منا دوره فى الحياة، كل واحد يرى جزءا من الصورة بطريقته الخاصة، ولكى نرى الصورة كاملة، علينا أن نعمل سويا بروح الفريق لنرى الصورة التى لايمكن أن نراها لو عمل كل منا منفردا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق