الثلاثاء، مايو 05، 2020

حيث أجثو لأحصيّ أحلامي الهاربة .. قصيده للشاعر والروائى الكبيرالأستاذ/ محمد صالح



الشاعر الكبيرالأستاذ/ محمد صالح

كل الأشياء الجميلة في الغالب
تغادرنا مسرعة
كأنها فى حضورنا
تجلس علي شوك :
شال اليمام سريعا
قبل أن يحط في حجريّ
الممهد لاستجلاب البهجة .
قفزت السمكة اليتيمة من سلتي
قبل أن تستقبلها نيران وجعي

وجفوة الماء .
تسللت الوردة الوحيدة التي كنت
أضعها بين جفني الي الشارع
كي تحتضن ابن الجيران
وتشكو اليه برودة أطرافها
وهشاشة عظام الرصيف .
غادرني النهر الذي خبأته عن أعين
القراصنة
وآكلي مال النبي والصحابة
ووشي بي الي رب البحار
فقضي أن أهيم بين
ضلوعي مائة ليلة
لا أركن فيها الي ظل
أو احتمي بالصمت .
أخذ صديقي الذي رحل كمدا
جسر القرية والنجمة التي كنا نحدثها سويا
ولملم خطواته
تحت ابطيه ومضي دون وداع .


امتطي شقيقي صهوة المرض
وطار به سريعا الي حيث أتي
ممسكا بتلابيب امه وأبيه
وعلي الطريق ترك يماماته
وحنينا يخدش الذاكرة
كلما راح وغدا .
هكذا
كل الاشياء الجميلة
لها عمر الوردة
وومض السعادة
ووخز الضمير
بيني وبينك في الغالب
أيتها اللحظات
ما طرّق الحداد

وما رفّ الطير
وذاك الجدارالذي خلفه
أجثو لأحصي أحلامي الهاربة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق