ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

السبت، مايو 23، 2020

فى وداع رمضان


شعر الأستاذ / محمد أمان
عضو اتحاد كتاب مصر وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وأبن كفر حشاد بكفرالزيات


رمضانُ شهرَ الصّومِ والقرآنِ * مَرَّتْ ليالي العِتْقِ والغفرانِ
حانَ الوداعُ ونحنُ في آمالِنا * نلقاكَ في مستقبلِ الأزمانِ
اللهَ نسألُهُ يُعيدُكَ دائمًا * بالجودِ والبركاتِ والإحسانِ
يا أيها الضيفُ الحبيبُ دموعُنا * حينَ الوداعِ تسيلُ كالطّوفانِ
ها أنتَ تَرْحَلُ والدُّمُوعُ غَزِيرةٌ * حِينَ السُّجُودِ بِلَيْلِكِ النُّورَانِي
وكَأَنَّهَا حِينَ السُّجُودِ تَلَأْلَأَتْ * كَاللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ والمَرْجَانِ
يا أيها الشهرُ الكريمُ قلوبُنا * تشتاقُ أنْ تلقاكَ كُلَّ أوَانِ
يا مَنْ سَكَبْتَ على القلوبِ سَكِينَةً * فَاضَتْ على الأجْسَادِ بالإيمانِ
ها أنتَ تَرْحَلُ والقلوبُ حَزِينَةٌ * تَبْقَى مُعَلَّقَةً مَعَ الخَفَقَانِ
وكَأَنَّهَا طَيْرُ السَّمَاءِ يَجُوبُهَا * شَرْقًا وغَرْبًا دَائِمَ الطَّيَرَانِ
شَهْرَ المُوَاسَاةِ الكَرِيمِ تَنَزَّلَتْ * رَحَمَاتُ رَبِّكِ وَاسِعِ السُّلْطَانِ
فِيكَ الفَقِيرُ تَعَاظَمَتْ رَغَبَاتُهُ * فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِ بِالرِّضْوَانِ
عَاشَ الفَقِيرُ حَيَاتَهُ مُتَأَلِّمًا * إلَّا بِعَهْدِكَ كَانِ في جُبْرَانِ
جُبِرَ الفَقِيرُ وكُلُّ نَفْسٍ هُذِّبَتْ * بالصَّوْمِ والإبْحَارِ في القرآنِ
كَمْ فِيكَ مِنْ مِنَحٍ تُغَادِرُنَا إذا * وَدَّعْتَنَا ومَضَيْتَ في الدَّوَرَانِ
يا مَنْ جَعَلْتَ الرّوحَ تَسْبَحُ عَالِيًا * في سِدْرَةِ الأنْوَارِ والبرهانِ
يا مَنْ مَلَأْتَ الأرضَ مِسْكًا خَالِصًا * وغَمَرْتَهَا بالرّوحِ والرَّيْحَانِ
إنَّ المساجدَ في ظلالِكَ واحةٌ * عُمَّارُهَا في هِمَّةٍ وتَفَانِ
تبكي المساجدُ حينما ودَّعْتَهَا * بعدَ الرَّحيلِ تعيشُ في حرمانِ
ودَّعْتَ مَسْجِدَنَا فَرَدَّدَ قائلا * للهِ ما أعطَى وكلٌّ فانِ
الصائمون الراكعون الساجدو * نَ القارئون مثانِيَ الفرقانِ
يبكون من ألمِ الفراقِ وإنَّهم * يرجون ربَّكَ أنْ يُعِيدَكَ دَانِ
فِيكَ الجنانُ تَفَتَّحَتْ أبوابُهَا * وتلألأتْ منْ فَرْحَةِ الرَّيَّانِ
وتَزَيَّنَتْ للصَّائمينَ قُصُورُهَا * والحُورُ في شَوْقٍ إلى الظَّمْآنِ
إنَّ المصاحفَ أشرقتْ آياتُهَا * في جَوْفِ لَيْلِكَ بالهُدَى الرَّبَّانِي
وعلى رَحِيلِكَ تَشْتَكِي منْ هجرِهَا * كُنْتَ المعينَ لقارئِ القرآنِ
فَإلى لِقَائكَ والحَيَاةُ مَدِيدَةٌ * وإلى لِقَائكَ في ظِلَالِ جِنَانِ

ليست هناك تعليقات: