ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

الخميس، أبريل 27، 2023

قصه أول ضحايا حوادث القطارات «كان أميرًا.. ومات غرقًا في كفر الزيات»..


 الأمير أحمد رفعت باشا

تشهد السكة الحديد المصرية منذ إنشائها في عام 1855 حوادث متكررة ومتعددة الأسباب، حيث وقع أول حادث في 15 مايو عام 1858، التي أسفر عنها مقتل الأمير أحمد رفعت باشا، حفيد محمد على باشا غرقًا، بعدما سقطت به عربة السكة الحديد الملكية في مياه فرع رشيد أسفل كوبري كفر الزيات حاليًا.

تفاصيل الكارثة

في البداية تم إنشاء السكة الحديد عام ١٨٥٣ على مرحلتين، الأولي من «الإسكندرية- كفر الزيات»، ومن «كفر الزيات- القاهرة»، وكان فرع رشيد يفصل بين الوصلتين، وقامت شركة «روبرت استيفنسون»، التي أنشأت السكة الحديد المصرية بإنشاء مرسي في فرع رشيد، ورافعه تنقل عربات القطار القادم من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، ونقلها في معدية إلى البر الثاني، ويتم إعادة تركيب عربات القطار، التي كانت ٣ عربات مع بداية التشغيل، وكانت رحلة واحدة يوميًا للركاب وأخرى للبضائع، حيث لم توجد كباري وقتها.

وقع  الحادث بعدما أقام سعيد باشا وليمة كبيرة بالإسكندرية، دعا إليها جميع أمراء الأسرة، بمن فيهم ولى العهد أحمد رفعت باشا، وبعد انتهاء الوليمة عاد "ولى العهد" وبصحبته الأمير عبد الحليم بن محمد على وبعض رجال الحاشية بقطار خاص إلى القاهرة، 

وفي يوم ١٥ مايو 1858، وأثناء عودة الأمير أحمد رفعت من الإسكندرية وأثناء عبور القطار لفرع رشيد في كفر الزيات، تم رفع العربة الملكية فوق المعدية، وبداخلها الأمير أحمد رفعت باشا، والأمير عبدالحليم، وبعض رجال الحاشية، بسبب اختلال المعدية توازنها، وسقطت العربة في نهر النيل، ونجا منها الأمير عبدالحليم عن طريق السباحة حتى ضفاف النيل، بينما توفي الأمير أحمد رفعت باشا غرقاً داخل عربة القطار الغارقة، حيث قيل وقتها إنه «نظرًا لضخامة جسمه لم يستطع الخروج منها»

يذهب البعض أن الأمير أحمد رفعت كان ضحية مؤامرة متقنة، خاصة أن سعيد باشا كان يفضل عليه إسماعيل الذى جربه كثيرًا فى إدارة بعض شئون الدولة وكان خير سند له، فعندما زار بلاد الشام عام 1859 ترك إسماعيل ـ وليس ولى عهده رفعت باشا ـ قائمقام بدله، وعندما سافر إلى الحجاز حل محله إسماعيل أثناء هذه الزيارة حتى أنه عينه سرداراً للجيش المصرى بعد عودته، وعهد إليه بإخماد الفتنة بين بعض القبائل السودانية فوفق إسماعيل فى ذلك. وفى 19 يناير 1863 توفى سعيد بعد فترة علاج طويلة من مرض السرطان، فانتقلت ولاية مصر إلى إسماعيل باشا، فهل كان الخديوى يقف وراء تلك الحادث طمعا فى ولاية العهد وحكم البلاد؟.والله اعلم

الوالى محمد سعيد باشاالوالى محمد سعيد باشا

بداية عصر الكباري الهيدروماتيك في مصر

وعندما تولى الخديوي إسماعيل باشا حُكم مصر قام بإنشاء الكباري الحديدية على نهر النيل لتجنب وقوع ضحايا، وإلغاء نظام العبارات المائية، حيث استعان بـ شركة «إيفل» للأعمال الحديدية، وهي أكبر شركة أعمال حديدية في العالم وقتها، والتي أنشأت البرج الشهير في باريس «برج إيفل»، وقامت الشركة بإنشاء كباري حديدية على نهر النيل لعبور القطارات منها كوبري كفر الزيات مكان غرق الأمير أحمد رفعت، وكوبري إمبابة، وكوبري قصر النيل الأشهر، حيث تم إنشاء هذه الكباري بتقنيات الهيدروماتيك تسمح بالفتح والغلق لعبور المراكب الشراعية في نهر النيل.

ليست هناك تعليقات: