الأستاذ/ مبارك احمد النمر
بكالوريوس اعلام قسم صحافة ونشر كلية الاعلام جامعة القاهرة 1976 آخر وظيفة مديرعام ثقافة الغربية وكان مديرا لقصر ثقافة كفر الزيات حتى عام 1986ومديرا لقصر ثقافة طنطا حتى عام 1999 |
عرف الشيخ أمين الخولى (1895-1966) بمنهجه فى التفسير الذى يتميز بتآخى العقل والدين ، واشتهر بقصة إشرافه على رسالة الدكتوراه التى أنجزها تلميذه محمد احمد خلف الله بعنوان (الفن القصصى فى القرآن الكريم) وكان مناصرا له أمام رفض كلية الآداب للرسالة ، وما أثير فى هذه الأزمة من غبار لحق بالشيخ وتلميذه .
مثقف موسوعى يجيد اللغة الإيطالية ، تميز بدوره التجديدى ، اقتحم معارك التجديد لبعض القضايا المعاصرة حتى لقب بإمام المجددين وهو من أبرز حماة اللغة العربية ، صاحب المقولة الشهيرة (أول التجديد قتل القديم بحثا) .
عين أمين الخولى رئيسا لقسم اللغة العربية ثم وكيلا لكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1946 وهو لم يحصل على شهادة علمية - الماجستير أو الدكتوراه
الشيخ أمين الخولى |
أهم إنتاجه العلمى بناءه المنهجى لما أسماه التفسير البيانى للقرآن الكريم وكان محوره إظهار الإعجاز البلاغى للقرآن الكريم وعرف بالجرأة والأصالة معا فبقدر ما كان وفيا للتراث كان أمينا مع كل الحقائق العلمية والمعرفية التى أنجزها العقل الغربى بعد عصر النهضة والتنوير خصوصا فيما يتعلق بالدراسات اللغوية ونقد النص الدينى ، فلم يتردد هو وتلامذته فى تطبيق علم التفسير والتأويل (الهرمنيوطيقا) ، وتوظيفها فى الفضاء الثقافى الإسلامى لتخرج النص الدينى من الفضاء الضيق إلى الفضاء المتسع وتحريره من سلطة المعنى الواحد .
اختير عضوا بمجمع اللغة العربية فى نهاية مشواره وكان قد أسس ناديا أدبيا حمل اسم جماعة الأمناء بغية الإرتقاء بالأدب والفن نظريا وعمليا وعبره نشر (مناهج التجديد فى النحو والبلاغة والتفسير) و (من هدى القرآن الكريم) ، ومن أهم أعماله (المجددون فى الإسلام، تاريخ الحضاة المصرية ، فن القول، تاريخ الملل والنحل وغيرها )
.
حول فكرة التجديد وأهميتها فى الحياة يقول :
قد ملك النفس شعور الحياة بالحاجة الماسة الملحة إلى تجديد تطورى يفهم به الإسلام الذى يقرر به الخلود والبقاء فهما حيا يتخلص من كل ما يعرض هذا البقاء للخطر ويعوق الخلود ، إذا ماصح العزم على هذا الفهم الجديد الذى مضت سنوات فى تقرير أصوله وأسسه درسا وتعليقا وتدوينا ، وهذا يعنى للمفسر دورا مهما فى عملية إنتاج المعنى من النص، وأن شخصيته مؤثرة فى هذا السياق وغير ملغاة ثم أن يكون النص غير خاضع لرؤية أحادية (كما هو الحال اليوم) فليس مقبولا عند الخولى أن يظل التفسير المعاصر مجرد أداة لاختيارات مذهبية وتوظيفات دعوية مهما كانت أهميتها (وهابية مثلا كما يفعل كثير من المفسرين حديثا) ويضيف حول منهجه فى التفسير القرآنى بأن يفسر القرآن موضوعا موضوعا لا أن يفسر على ترتيبه فى المصحف (خلافا لمنهج الشيخ الشعراوى فى التفسير) .
وقدتبنى د. محمد شحرور هذا المنهج ودعا إليه بعد وفاة الشيخ أمين الخولى بعشرات السنين .
وتقول يمنى الخولى فى كتابها بعنوان (أمين الخولى والأبعاد الفلسفية للتجديد) إن الخولى بتجديده للفكر الدينى كان سائرا فى طريق سبق أن ترسمت معالمه وتشكلت تضاريسه فى خريطة الفكر العربى الحديث يتقدمهم بجدارة الشيخ محمد عبده الأستاذ الإمام وكان سلاحه الماضى فى كفاحه التجديدى هو تآخى الدين والعقل فى الإسلام ، وعلى هذا النهج مضى أمين الخولى وتلميذه محمد خلف الله . .
فى نعيه كتب د. لويس عوض أستاذ الأدب الإنجليزى قائلا :
ما وقعت عينى على أمين الخولى قط إلا وطافت مخيلتى صور الخالدين من فقهاء الكوفة والبصرة ، كان مجادلا لا باللفظ والنبرة ولكن بالفكرة والمنطق والعلم الغزير ، كل من جلس بين يديه يتلقى العلم عليه ارتبط به ارتباط المسحور بالساحر ، من عرفه لايمكن أن ينساه لا لعلمه وقوة عقله فحسب لكن لأن شباب فكره أثبت لجيلنا أن القديم يمكن أن يتجدد بماء الحياة فيطاول أحدث الحديث .
رحم الله الشيخ أمين الخولى إمام المجددين .
اقرأ أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق