لا أحد ينسى شخصية"أبو لمعه" التى كانت تتسم بالفشر المبالغ فيه وكان هذا الفشر نوعا من الكذب المباح الذى لا يضر أحدا بالعكس فقد كان بمثابة نوع من التسلية والترفيه عن النفس والجميع كانوا يضحكون على هذه الحكايات التي كان يرويها أولئك الفشارون بالرغم من كونهم يعلمون جيدا أن تلك الحكايات لا أساس لها من الصحة وقد روى الفنان محمد أحمد المصرى الملقب ب" أبو لمعه"أن هذه الشخصية ليست من ابتكاره وإنما كانت شخصية حقيقية.
وفى الحقيقة أن الحياة مليئة بمثل هذه النماذج ولكن قل عددهم إلى حد ما وعن نفسى قابلت الكثيرين من هؤلاء الفشارين من أنصار"أبو لمعه" أحدهم كان يعمل طباخا في إحدى المدن الجامعية وكان يجلس مع أصدقائه كل مساء يقتلون الوقت فى لعب الدومينو والكوتشينه وحل الكلمات المتقاطعة بالصحف وأثناء اللعب كان يتخلله صاحبنا هذا بإحدى التحف "اللمعية" نسبة إلى أبى لمعة وبصفته طباخا قال للحاضرين تصدقوا ياجماعة أنا حصل لى موقف النهارده غريب أوى فترك الجالسون أوراق الكوتشينه من أيديهم على المنضدة الموجوده أمامهم وهم في شوق إلى سماع ذلك الموقف الغريب وهم بالطبع يتوقعون ماسوف ذلك الموقف الغريب وهم بالطبع يتوقعون ماسوف يقوله إنها غزوة من إحدى غزواته الفشرية والجميع يقولون له في نفس واحد هييييييه إلى حصل احكى لنا قال النهارده وأنا في المطبخ بتاع المدينه الجامعية شميت ريحة مش ولابد من التلاجة بتاعة المطبخ ولما فتحت التلاجة لقيت التلاجة مفيهاش كهربا والريحة دى ريحة الفراخ اللى فيها يظهر إن الكهربا قطعت وكانت النتيجة إن الفراخ كلها باظت فرد أحد الحاضرين وبعدين عملت إيه؟ قال:أبدا روحت واخد بعضى وجبت عربيه نقل بمقطورة وفضلت ألم وأحمل العربية لوحدى لغاية مااتملت وكانوا تلتلاف فرخه وروحت واخدهم ورميتهم فى الترعة اللى ورانا فرد أحد الجلسين وهو يكاد يتميز من الغيظ: ياراجل بقا رميت تلتلاف٣ ٱلاف فرخة فى الترعة داكان زمانها ساحت وغرقت الدنيا وانطلقت الضحكات فى أرجاء الحجرة واستلقى الحاضرون على ظهورهم من شدة الفرح والضحك الهيستيرى.فشار ٱخر حكى لأصحابه إحدى مواقفه التى ابتدعها لهم وقال كنت ذات مرة فى الغيط بتاعى عشان أسقى الدرة وفوجئت بخيال فى الضلمة وكل شوية يظهر ويختفى فعرفت أنه عفريت. ماخفتش منه وحذرته ابعد عن سكتى أحسن لك خلينى أشوف اللى ورايا بدل ماتتأذى و هو ولا هنا وعمال يتنطط لى شمال ويمين زى فرقع لوز رحت شاخط فيه بصوت عالى: يعنى مش عاوز تمشى طب هه هه ورحت راقعه"فرقلتين" وال"فرقله" لمن لا يعرفها عبارة عن حبل مفتول يتناهى إلى خيط رفيع جدا يحدث ألما مبرحا فيمن يتلقى الضربات به يشبه الكرباج ..المهم عمنا واصل كلامه وبعد ما ضربته بالفرقلة لقيت يا جماعه الدم غرق الدنيا لدرجة أنه ملا الحوال قناه صغيرة داخل الأرض المنزرعة وروى فردتين فى الغيط والفردة مساحة داخل الأرض المنزرعة.......
فشار ٱخر جاء غاضبا ذات يوم غاضبا ولاحظ الحاضرون هذا الغضب وسألوه عن السبب فأخبرهم بأنه شاهد اليوم أحد الطيارين الذين يقودون طيارات رش المبيدات الكيماوية بحقول القطن ولاحظت -والكلام للفشار-أنه كان بيعاكس البنات في الغيط رحت محضن عليه بالموتوسيكل وتافف في وشه....
أما هذا الفشار فحكايته حكايه لأنه تخطى كل الحدود فى الفشر ومن بعض مافشر به أنه كان في الحقل ذات يوم وتأخرت عنه زوجته في إحضار الطعام ونظرا لشدة الجوع التقط واحدة من حقل الخس المنزرع بجواره وأخذ يأكل منها حتى وصل بيته وكانت المسافة بعيدة جدا بين البيت والحقل وتعجب الجالسون ازاى يا عمنا تقعد تاكل فى خساية واحدة المدة دى كلها فقال لهم: وحياتكوا حصل دا انا حتى بعد ماكلت وشبعت باانفض الخساية وقع منها تعلب
ومرة أخرى استغل هذا الفشار تواجد بعض الجنود أثناء سفرهم بالقطار ولاحظ طول لحاهم زيادة عن اللزوم فقرر أن يخترع شيئا يحصل عن طريقه على المال وحكى لأصحابه أنه أخرج موس حلاقه من جيبه ووضع قطعة من الخشب فى منتصف الموس وصابونه وبعضا من الماء وقام بحلاقة لحى الجنود كلهم وانتفخ جيبه بما قام بتحصيله من نقود وأخبرهم بأنه قدم لهم جميلا لن ينسوه أبدا.... وتتوالى وقائع الفشر التى لا تنتهى حيث أخبر أحدهم أنه كان يذاكر لطلبة الكليات ويخبرهم بمواضيع الامتحانات وعمر توقعاته ماخيبت أبدا.
أما هذه الفشرة فقد تخطت كل الحدود فقد كان الوقت وقت الحج ولم ينس الفشار طبعه وكان يحكى لأصحابه أنه حج بيت الله الحرام وهو فى بيته زاعما أن الناس كانوا يتوافدون عليه فى البيت ويهنئونه بالحج وهو يخبرهم بأنه لم يحج هذا العام والحجاج يتعجبون ويقولون له-على لسانه طبعا_ازاى ياحاج دااحنا كنا شايفينك فى كل مكان فى الحج يظهر ياحاج ربنا وكل عنك ملك يحج بدالك....يا بختك ياعم......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق