موتسارت وحكايه السيمفونية 40 وباقه من أشهر سيمفونياته في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.
هل تذكرون أغنية الفنانه فيروز «يا أنا يا أنا»، ولحنها الذي لا يزال عالقاً في ذاكرتنا؟، وهل تعلمون أن ذلك اللحن نسخة من «السيمفونية 40» للمؤلف الموسيقي النمساوي الشهير فولفجانج أماديوس موزارت؟، من الكلاسيكيات التي ازدهرت في القرن ال18 تلك السمفونية أكمل تأليفها الموسيقار النمساوي في عام 1788، لتصبح من أشهر السيمفونيات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.
يصف الكثيرون من النقاد والمختصين هذه السيمفونية بأنها أفضل ما ألفه موزارت في هذا القالب الموسيقي، وربما لا يوجد أحد لم يسمعها من قبل، أو ربما سمعها إلا أنه لا يعرف أنها للمؤلف النمساوي، فهذه السيمفونية دائماً ما تستخدم في موسيقى الأفلام السينمائية والإعلانات وحتى رنات الهواتف الذكية.
ويرى البعض أنها تعتبر ثاني أفضل عمل سيمفوني في التاريخ بعد السيمفونية الخامسة للمؤلف الموسيقي الألماني لودفيج فان بيتهوفن.
السيمفونية 40 بألات عزف شرقيه
في كتابه (الموسيقى السيمفونية) لعالم البحار والكاتب المصري الراحل الشهير الدكتور حسين فوزي، والذي أصدره في عام 1950، قدم لنا شرحاً لأجمل سيمفونيات موزارت، ويصفه ب«ابن القرن ال18 الفتى البهيج، الذي تحمل جوانحه حزناً دفيناً تكفهر به موسيقاه في أرق وأحلى نغماتها، وهو غمام لا يدوم».
وبحسب د فوزي فإن السيمفونية الأربعين تفصح عن هذا الوجوم، إفصاحاً مؤثراً جداً، ولكنه بنفس الوقت لم يتخل فيها عن نغماته الراقصة الأنيقة، إنما هي رنة حزن تجري في أعطاف السيمفونية مجرى الدم في أوعيته.
أعمال العبقري الموسيقي النمساوي أثرت بشكل واضح على بيتهوفن، لدرجة انه استعار مقطعاً كاملاً من السيمفونية ال40 لموزارت على كراسه المخصص للسيمفونية الخامسة حيث إن بداية الحركة الثالثة لهذه السيمفونية شبيهة بأول مقطع من سيمفونية الأول.
يعتبر موزارت أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى، رغم أن حياته كانت قصيرة، إذ مات عن عمر يناهز ال 35 عاماً بعد أن نجح في إنتاج نحو 626 عملاً موسيقياً.
برع في جميع أنواع التأليف الموسيقي تقريباً، منها 22 عملاً في الأوبرا، و41 سيمفونية، واتسم كثير من أعماله بالمرح والقوة، كما أنتج موسيقى جادة، من أهم أعماله السيمفونية، «دون جوفاني والناي السحري وكوزي فان توتي» و18 كونشرتو للبيانو، وآلات أخرى منها كونشرتو للكلارينيت.
بدأ ممارسة العزف في سن ال4، وفي سن ال6 بدأ بالمشاركة في الحفلات، وبعدها بعام فقط شارك في جولة موسيقية جابت أوروبا مع أسرته.
في سنوات طفولته قامت عائلته بعدة رحلات إلى بلدان أوروبية، ليسحر الصغيران أوروبا بأسرها. بدأت الرحلة في ميونيخ بألمانيا سنة 1762، ثم براج وفيينا برفقة والدهما. قابل موزارت في تلك الرحلة العديد من الموسيقيين لكن أكثرهم تأثيراً كان الألماني يوهان كريستيان باخ. في لندن سنة 1765 أثناء الرحلة، وتحديداً في إيطاليا كتب موزارت أول موسيقاه. وقاد أوركسترا وهو في ال7 من عمره، وعندما توفي بسبب التهاب البلعوم، لم يمش في جنازته سوى 5 أشخاص فقط، ولم تكن زوجته من بينهم بسبب الطقس البارد في تلك الأوقات.
مقترحات للاستماع
- ربما كانت سيمفونيته الأربعون (في سلم صول الصغير) هي الأشهر في العالم العربي بفضل الأخوين رحباني وفيروز. استمع اليها من اوركسترا بوسطن السيمفونية هنا:
- "الرندة التركية" (وهي خاتمة سوناتا البيانو رقم 11) ستروق للأذن الشرقية لأن موزارت استعار فيها النكهة التركية لأنغامها وإيقاعاتها الداخلية فاكتسبت اسمها من هذه الحقيقة. وهذه إيقاعات وصلت إلى مسامع موزارت بفضل الفرق الموسيقية التركية التي شاهدها وهي تجوب شوارع فيينا وتقدم فيها عروضها للعامة. في هذا الفيديو ستستمتع اليها كموسيقى تصويرية لمقطع من فيلم "اماديياس" الشهير الذي أخرجه الأميركي – التشيكي ميلوش فورمان العام 1984 عن حياة موزارت.
- مقدمة "عرس فيغارو" من أفضل البدايات بالنسبة للساعي إلى التعرف على هذا الموسيقي. فهي في الأصل مسرحية "فضائحية" حُظر عرضها في روما و باريس "حفظا للحياء العام". فما كان من موزارت الا أن حولها إلى اوبرا تستغني عن الكلمات وتتولى الموسيقى التعبير عن فحشها الممنوع. استمع اليها هنا:
- خماسي الكلارينيت والوتريات أفضل ما يظهر عشق موزارت لهذه الآلة المهملة التي لم يتنبه الناس لجمالها الا في القرن العشرين عندما أصبحت أساسية في موسيقى الجاز. على أن الذي فعلته موهبة موزارت الموسيقية بها لا يمكن أن يوصف بأقل من "مدهش" لأنه بيّن الفضاءات الهائلة الذي يمكن لهذه الآلة أن تتحرك داخلها. استمع لهذا الخماسي هنا:
هناك 3 تعليقات:
معلومات وفيرة، وذائقة راقية، وأسلوب رائع.. دام الإبداع
شاكر لطفك أيها الذواق
احسنت النشر
إرسال تعليق