تسجيل نقي لقصيدة "أقول وآنست بالليل نارا"
في مدح سيدنا محمد ﷺ
وهي من شعر الرحالة ابن جبير الأندلسي، وتلحين الأخوين رحباني.
وابن جبير الأندلسى شاعر وكاتب من مواليد عام 1145 ميلادية من أسرة عريقة سكنت الأندلس أتم حفظ القرآن الكريم، ودرس علوم الدين وشغف بها وبرزت ميوله أيضا في علم الحساب والعلوم اللغوية والأدبية وأظهر مواهب شعرية ونثرية رشحته للعمل كاتبا، تعلم على يد أبيه وغيره من العلماء في عصره ثم استخدمه أمير غرناطة أبو سعيد بن عبد المؤمن ملك الموحدين في وظيفة كاتم السر فاستوطن غرناطة.
قام ابن جبير برحلة حج ودام سفره عامين وقد دوَّن مشاهداته وملاحظاته في يوميات عرفت برحلة ابن جبير، وسميت باسم "تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار" والذي كتبه حوالي سنة 582 هـ/ 1186 م وتداوله الشرق والغرب.
أقول واّنست بالليل نارا
لعلً سِراجَ الهدى قدْ أنارا
وإلاّ فما بالُ اُفق الدُجى
كأنً سنا البرقِ فيه اسْتطارا
وهذا نسيمُ شذا المسكِ قد
أًُعيرَ أَم المسكُ منه استعارا
بشائرُ صبح السًرى اّذنت
بأنً الحبيبَ تدانا مزارا
جرى ذكرُ طِيبه ما بيننا
فلا قَلبُ في الًرَّكبِ إلا وطارا
حنيناً إلى أحمدَ المُصطفى
وشَوقاً يَهيجُ الضُلوعَ استعارا
ولمّا حللنا فناءَ الرّسولِ
نزلنا بأكرمِ خلقٍ جِوارا
وقفنا بروضةِ دارِ السّلام
نُعيد السّلامَ عليها مِرارا
إليكَ إليكَ نبيً الهُدى
ركبنا البحارَ وجُبنا القفارا
دعانا إليكَ هوىً كامنٌ
أثارَ من الشّوقِ ما قدْ أثارا
عسى لحظةٌ منكَ لي في غدٍ
تمهّدُ لي في الجنانِ القرارا
فما ضلّ من بسُراكَ اهتدى
ولا ذُلً من بذراكَ استجارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق