الشاعرالأستاذ/ محمود حسانين الجزيرى
أبن الدلجمون بكفرالزيات
كَفْكَفْتُ حُزْنِي وَاحْتَسَيْتُ هَوَانِي
وَوَأَدْتُ أَحْلامِي بِجُبِّ جَنَانِي
وَجَعَلْتُ آهَاتِي مَآذِنَ قِبْلَةٍ
تَدْعُو الْعُلُومَ لِرِفْعَةِ الأَكْوَانِ
وَحَضَارَةٌ يَزْهُو الزّمَانُ بَفَضْلِهَا
وَتَمِيمَةُ التّارِيخِ كُلَّ أَوَانِ
أَنَا مَاءُ هَذَا الْكَوْنِ شَمْسُ وُجُودِهِ
أَنَا مِلْحُهُ وَضَمِيرُهُ الْمُتَفَانِي
وَرَبِيعُهُ الَفَوّاحُ بَعْضُ تَوَهّجِي
كَمْ يُرْتَجَى بِهَوَائِهِ الرّيَّانِ
أَنَا حِبْرُ وَحْيٍ مِلْءُ أَلْوَاحٍ سَمَتْ
بِالْعَالَمِينَ لِجَنَّةِ الرّحْمَنِ
أَنَا دَرْبُ إِسْرَاءٍ وَمِعْرَاجُ الرّؤَى
أَيْقُونَةٌ وَرِسَالَةٌ وَمَعَانِ
أَلِفٌ وَيَاءٌ وَالْحُرُوفُ جَمِيعُهَا
وَالأَبْجَدَيّةُ لَوْحَتِي أَلْوَانِي
خَرّجْتُ أَجْيَالاً طَبِيبَاً حَاذِقَاً
وَمُحَاسِبَاً وَمُهَنْدِسَاً لِكِيَانِ
وَغَرَسْتُ إِخْلاصَاً وَ أَخَلَاقَاً بَدَتْ
وَجَعَلْتُ فِي إِثْرَائهَا عُنَوانِي
وَوَقَفْتُ فِي يَوْمِ الْحَصَادِ لَعَلّنِي
أَلْقَى الّذِي فِي دَرْبِهِ أَعْيَانِي
وَبَسَطْتُ كَفْي كَي أَفُوزَ بِفَرْحَةٍ
وَفَتَحْتُ عَيْنِي عَلَّهَا تَلْقَانِي
طَبّاخُ سُمٍّ قَدْ يَذُوقُ سُمُومَهُ
مَا بَالُ مَنْ يُعْلِي رُبَى الأَوْطَانِ
يَبْنِي وَيُعْلِي شَامِخَاتٍ مُوثِرَاً
هَلَّا نَرَى الإِحْسَانَ لِلإِحْسَانِ ؟
فَصُعُقْتُ - وَيْحِي - مِنْ جَزَاءٍ ظَالِمٍ
حَطّمْتُ فِي أَوْجَاعِهِ أَوْثَانِي
ظُلْمَاً أَلُوكُ مَوَاجِعِي فِي حَسْرَةٍ
مِنْ كَفِّ نُكْرَانٍ إِلَى نُكْرَانِ
لا بَيْتَ يُؤْوِينِي بِدْرْبِ مَذَلَةٍ
غَيْرُ الْجُحُودِ وَفَزْعَةِ الْحِرْمَانِ
مَنْ لِي إذَا جَهِلَ الأَنَامُ مَكَانَتِي
وَتَسَابَقُوا فِي طَعْنَةٍ مِن ْجَانِ ؟
مَنْ لِي إِذَا كَالُوا لعِزّي تُهْمَةً
أوْ أَلْصَقُوا عُمْرِي بِسَيْل هَوَانِ؟
-يَا لَيْتَ شِعْرِي- هَلْ لِمِثْلِي فَزْعَةٌ ؟
مِثْلُ الّتِي قَامَتْ لِبَعْضِ غَوَانِ ؟
أَوْ كَالّتِي هَبّتْ لَهَا أَحْلامُنَا
فِي وَاقِعٍ مُتَرَامِي الأَحْزَانِ
مَنْ فَكّ قَيْدَ الْحَرْفِ فِي مِحْرَابِهِ
مَنْ دَكّ سُورَاً مِنْ رُؤَى السّجَّانِ؟
مَنْ قَالَ : لَا لأُفُولِ شَمْسِ حَقِيقَةٍ؟
مَنْ قَالَ : لا لِمَقَاتِلِ الأَوْطَانِ؟
يَا رَاغِبِينَ لَدَى الْحَيَاةِ تَوَاجُداً
وَشُمُوسُهَا فِي كُلِّ خَيْرٍ دَانِ
إِمّا حَيَاةٌ في رِكَابٍ مُعَلّم ٍ
لِلْعِلْمِ نِبْرَاسٌ بِكُلَّ أَمَان ِ
إِمّا مَمَاتٌ فِي رِحَابِ مَذَلّةٍ
تُجْنَى بِهَا لِلْمُخْذِلاتِ مَعَانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق