الجمعة، أغسطس 20، 2021

بانتظارِ مباراتنا القادمة .. قصيده للشاعر والناقد الكبير د/ أحمد منصور ابن كفرالزيات

 

الشاعر والناقد د/ أحمد على منصور ابن كفرالزيات


ثـَمَـانـُونَ مِـلـيُـونًـا

مِنَ الـكَـادِحِـيـنَ

أُسـقِـطُـوا بـلَـحـظَـةٍ وَاحِـدَةٍ

في  مُـحِـيـطِ الـفَـرحَـةِ الـعَـمِـيـقْ

و( زُلـزِلَـتِ الأرضُ زِلْـزَالَـهَـا )

حينَ لامَـسَـتْ شِـبَـاكَ مَـرمَـى الـخَـصـمِ

كُـرَةٌ طَـائِـشَـةٌ

طَـوَّحَـهَـا هَـدَّافُ فَـرِيـقِـنَـا الـقَـومِـيّ

بـرأسِـهِ الـذَّهَـبـِيّ

لِـيُـصـبـحَ بَـطـلَ الـعَـصـرِ

صَـانِـعَ الـنَّـصـرِ

سَـيِّـدَ الـفَـاتِـحِـيـنْ  !!

هَـدَفٌ واحِــدٌ

في الـمُـبَـارَاةِ عَـقِـيـمَـةِ الـفَـنِّ

أسـعَـدَ الـمَـلايـيـن

يـَــاهِ !!

مَـا أسـهَـلَ الـسَّـعَـادَةِ في عَـصـرِنـَا

الـغـرِيـبِ.. الـحَـزِيـن  !!

*     *     *

هَـدَفٌ واحِـدٌ

في مُـبَـاراةِ الـفَـرِيقِ الـقَـومِـيّ

أسعَـدَ الـمَـلايـيـنَ

أشـبَـعَ الـجَـائِـعِـيـنَ

أطـفـأَ\ الـحُـزنَ

في ضُـلُـوعِ  الـنَّـاسِ ،  كُـلِّ الـنَّـاسِ

بالـنـَّصـرِ الـمُـبـِيـنْ

سُـبـحَـانـَكَ  اللَّـهُـمَّ  رَبَّ  الـعَـالَـمِـيـن  !!

*     *     *

وحِـيـنَ  كـانَ  رَئِـيـسُ  الـدَّولَـةِ

يُـلـقِـي  خِـطَـابَـهُ  الـمُـهِـمَّ  إلى  الـشَّـعـبِ

كـانَ  الـنَّـاسُ  في  مَـشَـاغِـلِـهِـمُ  الـيَـومِـيَّـةِ

الـهَـامَّـةِ .. أو الـتَّـافِـهَـةِ

رُبَّـمَـا  لأنـَّهُـم  لا  يـَعـرِفُـونَ  أصـلاً

أنَّ  الـزَّعِـيـمَ  يَـخـطُـبْ

أو  رُبَّـمَـا  لأنـَّهـم

يُـدرِكُـونَ  ألاَّ  جَـدِيـدَ ..  كَـالـعَـادَةِ

أو  رُبـَّمَـا  لأنـَّهـم  يُـفَـضِّـلُـونَ

ادِّخَـارَ  أسـمَـاعِـهُـمُ  الـثَّـمِـيـنَـة

لِـمَـا  يَـسـتَـجِـدُّ  مِـنَ  الأغَـانِـي  الـهَـابـطَـة !

     *     *

عَـادَةً  لا  أرَى  عَـلَـمَ  الـبـلادِ

إلاَّ  في  الـمُـنَـاسَـبَـاتِ  الـرَّسـمِـيَّـةِ

التي  تُـقِـيـمُـهَـا  الـحُـكُـومَـةْ

في  سَـاحَـةٍ  مَـعـلُـومَـةْ

لـتَـكـتَـمِـلَ  مَـظَـاهِـرُ  الـطُّـقُـوسِ  الاحـتِـفَـالِـيَّـةْ

وعَـادَةً  لا  أرَى  الأعــلامَ

إلاَّ  بـِرُءُوسِ  الـمَـبَـانِـي  الـفَـارِهَـةِ

ذاتِ  الـصِّـفَـةِ  الـوَطَـنِـيَّـةْ

ولَـكِـنَّـنـِي 

لَـم  أرَ  الـشَّـعـبَ  يَـومَـا

يَـحـمِـلُ  الـعَـلَـمَـا

ويـَهـتِـفُ  بـِاسـمِ  الـبـِلادِ

بـعَـزمِ  الـحَـنَـاجِـرِ  والأفـئِـدَةْ

سِـوَى  يَـومَ  فَـازَ  فَـرِيـقُ  الـبـِلادِ  الـمُـفَـدَّى

على  خَـصـمِـهِ  بـمُـبَـارَاتِـهِ

لِـيَـنـتَـزِعَ  الـكَـأسَ  مِن  بَينِ  أنـيَـابـِهِ

لِـيُـحَـقِّـقَ  نـَصـرًا  جَـدِيـدًا

ومَـجـدًا  جَـدِيـدًا

يُـضَـافُ  لأمـجَـادِ  أُمَّـتِـنَـا  !!

*     *     *

وحينَ  أطـلَـقَ  الـحَـكَـمُ  صَـافِـرَة  الـبـدَايَـةِ

خَـلَـتِ  الـشـوَارِعُ

الـمَـيَـادِيـنُ

الـحَـدَائِـقُ

الـحَـوَانِـيـتُ

مَـحَـطَّـاتُ  الـقِـطَـارِ

سُـوقُ  الـمَـدِيـنَـةِ

الـمَـدَارِسُ ،  والـجَـامِـعَـاتُ

الـمَـصَـانِـعُ ،  والـصَّـوَامِـعُ

الـمَـوَاخِـيـرُ

أنـدِيَـةُ  الـعَـاشِـقِـيـنَ

ودُورُ  الـعِـبَـادَةِ ..

فَـاسـتَـرَدَّ  الـوُجُـودُ  بَـكَـارَتـَهُ

وتَـنَـفَّـسَـتِ  الأرضُ  والـكَـائِـنَـاتُ  الـتَّـعِـيـسَـةُ

بـَعـدَ  انـحِـسَـارِ  الـضَّـجِـيـجْ

وأكــدَاسِ  رِيـحِ  الـضَّـجَـرْ

وبَـعـدَ  سَـاعَـتَـيـنِ

أطـلَـقَ  الـحَـكَـمُ  الـعَـبـقَـرِيُّ

صَـافِـرَةَ  انـتِـهَـاءِ  الـمُـبَـارَاةِ

بَينَ  هُـتَـافِ  الـجَـمَـاهِـيـرِ

وانـطَـلَـقَ  الـنَّـاسُ  بينَ  الـشَّـوَارِعِ

يَـحـتَـفِـلُـونَ  بـنَـصـرِ  الـفَـرِيـقِ  الـمُـقَـدَّسِ

يَـصـطَـخِـبُـونَ  بـكـلِّ  الـوَسَـائِـلِ

يَـصـطَـنِـعُـونَ  فُـنُـونَ  الـضَّـجِـيـج

فَـعَـادَ  الـوُجُـودُ  كَـضَــبٍّ  حَـزِيـنٍ

إلـى  جُـحـرِهِ ،  وأنـَا  مَـعَـهُ

بَـائـسًـا  ،  بـانـتـظـارِ

مُـبَـارَاتِـنَـا  الـقَـادِمَـةْ  !!

*     *     *

أمَـا  كَـانَ  بـالإمـكَـانِ

أن  أنـدَسَّ  وَسْـطَ  هـذِهِ  الـجَـمَـاهِـيـرِ

أسـتَـعـيـدَ  بَـهـجَـةَ  الـطُّـفُـولَـةِ  الـضَّـائِـعَـةِ

وأَطَّـرِحَ  الـوَقَـارَ

وتـُرَاثَ  الـرُّجُـولَـةِ  الـمُـصـطَـنَـعَـةِ

في  بـلادِنـَا ،  وأنـسَـى  قَـلـيـلاً

تَـقَـالِـيـدَ  أبي  الـعَـتَـاهِـيَـةِ

وأبي  الـعَـلاءِ  الـمَـعَـرِّي

ودَوقَـلَـةَ  الـمَـنـجِـبـيّ

والـمُـنَـخَّـلِ  الـيَـشـكُرِيّ

وشُـعَـرَاءِ  الـعَـصـرِ  الـحَـدِيـثِ

ومَـجَـاذِيـبَ  الـرُّؤَى  الـمُـعَـاصِـرَةِ

والـثَّـقَـافَـةِ  الـمُـلَـفَّـقَـةِ

وأدعِـيَـاءَ  الـتَـنـوِيـرِ .. والـتَّـثـوِيـر

وكـلَّ  مَـا  لا  يُـسـمِـنُ  الـلَّـحَـمَ  الـهَـزِيـل

ولا  يُـزهِـقُ  صَـفِـيـرَ  الـجُـوعِ

فـي  بُـطُـونِ  الـعَـبـيـدْ  ؟!

ألَـم  يَـكُـنِ  الـوَقـتُ  مُـنَـاسِـبـًا

لأفـعَـلَ  - مَـرَّةً -  بَـعَـضَ  مَـا  أُرِيـد

والـخُـرُوجِ  عَـنِ  الـنَّـصِّ  - لَـو  سَـاعَـةً -

فَـأهـزِجُ  بَينَ  الـمَـلايِـينِ

أركُـضُ  بينَ الـمَـيَـادِيـنِ

أعــدُو .. وأشــدُو  ،  أُغَـنِّـي

وأرقُـصُ ،  أقـفِـزُ  كَالـبَـهـلَـوَانِ

أُجَـرِّبُ  فِـعَـلَ  الـمَـجَـانِـيـنِ

أصـرُخُ .. أضـحَـكُ .. أبـكِـي

وأهـذِي .. وأهـذِي .. وأهـذِي

أنـَا  سَـيِّـدُ  الـهَـذَيَـانِ  بـهَـذا  الـزَّمَـانْ

فَـكـيـفَ  انـكَـفَـأْتُ  شَـرِيـدًا

لِـطَـاوِلَـةِ  الـحُـزنِ ..  وَحـدِي

أُدَخِّـنُ  سِـيـجَـارَةَ  الـسَّـأمِ ..

وأرشُـفُ  مِن  قَـهـوَةِ  الـنَّـدَمِ ..

وأُسَـرِّبُ  أبـعَـاضَ  عُـمـرِي

وأُرسِـلُ  رُوحِـي  خُـيـُوطَ  دُخَـانٍ  حَـزِيـنْ

فَـضَـيَّـعـتُ  فُـرصَـتِـيَ  الـذهَـبـيَّـةَ  لِـلإنـعِـتَـاقِ

ولـلإنـطِـلاقِ  مَـعَ  الـثَّـائِـرِيـنَ

على  الـحُـزنِ  والـيَـأسِ

والـسَّـأَمِ  الـمُـتَـجَـذِّرِ  بينَ  رِئـَاتْ  الـمَـدِيـنَـةْ

*     *     *

عَـلَـى  أيـَّةِ  حَـالٍ  - قـلـتُ -

فُـرصَـةٌ  ضَـيَّـعَـتـهَـا  الـحَـمَـاقَـةُ

لا  بَـأسَ

كَـم  فُـرصَـةٍ  قَـائِـمَـةْ

وجَـلَـسـتُ

لِـطـاوِلَـتـي  مُـهـمَـلاً

بـانـتِـظَـارِ ..

مُـبَـارَاتِـنَـا  الـقَـادِمَـة  !!


القصيدة من ديوان (لما كان النور)، الصادر بالقاهرة عام 2011م


هناك تعليقان (2):

  1. ا/ أحمد منصور . شخصية عظيمة من أفضل وأطيب الناس اللى اتعاملت مع حضرته . شاعر عظيم يستحق كل التقدير والاحترام

    ردحذف
  2. د أحمد منصور شاعر كبير يستحق كل التبجيل

    ردحذف