ضفافنا ملتقى لمبدعى ومثقفى وعلماء ونجوم كفرالزيات, ولا يدخلها إلا المثقفين

السبت، نوفمبر 13، 2021

أضْغَاثُ أَحْلَاَمْ .. قصيده للشاعر الكبير/ صلاح عيد ابن المحله الكبرى

الشاعر/ صلاح عيد
كاتب وشاعر .. صدر له ديوانين .. ترنيمه الشفق وركام .. محاسب .. من المحله الكبرى


نظَرْتُ إلَىَ الْخَرِيِطَةِ لَمْ أَجِدْهُ فَضَاقَتْ بِيِ بَرَاَحَاتٌ بِذَاَتِي و جَفَّ الْحَلْقُ ظَمْأَنٌ لِمَاءٍ و تَاهَ الْفِكْرُ فِيِ دَرْبِ الشَتَاتِ سَأَلْتُ عَلَيِهِ أَنَّاتِ السَوَاقِيِ سَأَلْتُ عَلَيْهِ نَايَاتِ الرُعَاةِ سَأَلْتُ عَلَيْهِ فَلَّاحَاً كَلِيِلَاً أَجَاَبَ بِآَهَةٍ و بِهَمْهَمَاتِ: لَقَدْ سَرَقُوهُ فِيِ لَيْلٍ بَهِيِمٍ فَأَضْحَتْ دَوْحَتِي مِثْل الْفَلاَةِ و جَفَّ الْجَدْوَلُ الرَّقْرَاقُ فِيِهَا و شَطَّ الطَيْرُ فِي شَتَّىَ الجِهَاتِ وَ مَاتَتْ تُوتَيِ بِقُدُومِ صَيّفٍ شَدِيِد القَيْظِ.. كالبُرْكَانِ عَاتِي سَأَلْتُ الشَّمْسَ فِي الأَصِاَلِ عَنْهُ و عَنُ خُوصِ النَخِيِلِ المُذْهَبَاتِ سأَلَتُ فلوكَةً نَامَتْ بِحُزْنٍ بِقَاعٍ مِنْ أَسَىً و تَشَقُقَاتِ سَأَلْتُ الَخَلْقَ دَهْرَاً لَمْ يُجِبْنِي سِوَىَ حُزْنٌ كَئِيِبُ المُفْرَدَاتِ نَظَرْتُ إلَىَ الفَضَاءِ رأَيّْتُ فَوْقِيِ غُرَاباً صاحَ مثل النائحاتِ
و أَبْرَهَةَ المُعَرْبِدُ جَاءَ يَغْزُو بِأَفْيَالٍ وَ رَتْلِ مُجْنْزَرَاتِ و لَيْسَ لَدْيْنَا سِجِّيِلاً لِنَنْجُوُ و لاَ نَحْيَّا بِعَصْرِ المُعْجِزَاتِ شَعُرْتُ بِحِيرَتِي و دَوَار رأسيِ كَأَنِّي قَدْ خُنِقْتُ بِحَشْرَجَاتِي صَحَوْتُ مِنَ الثبَاتِ و مِنْ مَنَامٍ شَدِيِد الرَّوْعِ.. أَجْهَضَ أُمْنِيَاتِي حَزنْتُ. نَهَرْتُ نَفْسِي.. لُمْتُ ظَنْيِ و لُمْتُ الفِكْرَ.. لُمْتُ تَخَيُلَاتِيِ فَكَيْفَ رَأَيْتُ مِصْرَ.. بِدُونِ نِيِلٍ؟ فتباً لانْحِرَافِ تَصَوُرَاتِيِ و تَبَاً للذِي قَدْ هَمَّ يَبْنِي سِدُودَاً كَيْ يُعِيِقَ مُقَدَرَاتِي و مَنْ رَاحَتْ حَنَاَجِرهُ تُغَنِيِ لِهَذاَ السَطْو.. صَفَّقَ للبغاةِ فَنَهْرُ النِيِلِ سَوّْفَ يَظَلُّ دَوْمَاً لِمِصْرَ الُروح.. شِرْيَان الْحَيَاةِ و نَهْرُ النِيِلِ لَيْسَ رَفَاه عَيْشٍ هُوَّ الإِكْسِيِرُ.. للأَرْضِ الرِئَاتِ فَلَيْسَ هُنَاكَ نِيِلٌ دُوُنَ مِصْرٍ و مِصْرُ بِدُونِ نِيِلها كَالرُفَاَتِ ولَنْ نَرْضَىَ بِسَلْبِ الُروحِ مِنَاَ سَنَجْعَلُهُ.. قُلَيْبَاً للْجُنَاةِ و مَنْ يَلْتَفُ كَيَّ يَسْطُو سَيفْنَىَ سَنَحْمِي حَقْنَا مِثْل الأُولَاَتِ فَمِصْرُ الأَمْن إِنْ كَانُوا أَمَانَاً وَ إِنْ خَانُوا فَمَقْبَرَةُ الغُزَاةِ

ليست هناك تعليقات: