مهندس/ محمد زكى بدر الدين أبن كفرالزيات
هذه قصة مزارع إفريقى إسمه حافظ كان يمتلك مزرعة يعتنى بها وتدر له دخلا يكفيه وزوجته وأولاده، لقد كان سعيدا فإمتلأ قلبه بالقناعة والرضا أو قل أن شعوره بالقناعة والرضا جعله سعيدا.
ذات يوم زاره رجلا حكيما وحكى له عن بريق الماس وقيمته وقوته، قال الرجل لحافظ أن قطعة من الماس بحجم إبهامك تمكنك من شراء تلك المدينة أما إذا كانت بحجم كف يدك فتستطيع أن تشترى الدولة بأكملها، قال ذلك الرجل لحافظ ومضى وتركه غارقا فى أفكاره وأحلامه لدرجة أنه لم يستطع النوم تلك الليلة، غلب حافظ الشعور بعدم الرضا والقناعة ففقد الشعور بالسعادة ، ويمكن وصف ذلك الحال أيضا بأنه فقد الشعور بالسعادة فلم يعد قانعا راضيا بحياته.
وفى صباح اليوم آلتالى إتخذ حافظ إجراءاته لبيع مزرعته، وترك لأسرته جزءا من ثمنها لتعتني بنفسها أثناء سفره للبحث عن الماس، وبعد أن جاب كل إفريقيا للبحث عن الماس دون جدوى ، سافر إلى أوروبا للبحث عن الماس حتى وصل إلى إسبانيا دون جدوى أيضا فأصابه الإحباط ومات منتحرا بإلقاء نفسه فى نهر برشلونة.
أما فى بلده ، كان الرجل الذى أشترى مزرعة حافظ غارقا فى الإعتناء بها ، وبينما كان يسقى أبقارة من الترعة الموازية لأرضه سقطت أشعة الشمس على قطعة من الحجر جعلته يتلألأ منبعثا منه ضوءا كقوس قزح، إعتقد الرجل أن وضع هذا الحجر فى غرفة معيشته سيضفى عليها رونقا وجمالا، إلتقط الرجل الحجر ووضعه على منضدة بغرفة معيشته.
بعد ظهر ذلك اليوم حضر الرجل الحكيم لزيارته، وعندما رأى الحجر يتلألأ على المنضدة سأل الرجل هل عاد حافظ ، فأجابه صاحب المزرعة بلا ولكنه تعجب مالذى يدفعه للسؤال عن حافظ، فأجابه الحكيم أن حافظ ذهب للعثور على الماس وظننت أنه قد رجع بتلك القطعة على المنضدة ، قال له الرجل إنها مجرد قطعة من الحجر وجدتها أثناء عملى بالمزرعة، فأجابه الحكيم بل هى قطعة من الماس ولكى يتحققوا من ذلك أرسلوها للتحليل وجاءت النتائج لتؤكد أنها من الماس وأن ارض المزرعة تحتوى على الكثير منها.
إن الفرص غالبا ماتكون تحت أقدامنا، ولاداعي للذهاب بعيدا للبحث عنها، فقط علينا أن نتعرف عليها . إن السعادة قد تكون قريبة منك أكثر مما تتخيل ، إبحث عنها أولا فى داخلك،
1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق