الأربعاء، يوليو 08، 2020

مطارد الاشارات

للشاعر والروائى الكبير الأستاذ/ محمد صالح


أنا مطارد الاشارات
وصياد الوقت
مرة اصطدت ربيعا بزهور وفراشات
ولم يعلق بيدي منه شيئا
ولم يبتل ريقي .
ومرة استوقفت ساعة العصاري
كي أضع في جيبي نسائم طرية
لأحبة مضوا في الحياة وحيدين
يتكئون علي حيطان مجللة بالوجع .

أمسك بي هذا الغبي من يدي الموجوعة
مرات ومرات
فقلت : ربما صار له بيت وأولاد
ولم أزل علي حالي
أوزع حنيني
علي قطط الشوارع وأبناء الجيران
وعابري السبيل .
من الذي دفع بي في هذا الطريق ؟
كل الذين بكيت من أجلهم
صرت واحدا منهم
ربما كنت منذورا للريح
فابك من أجلي قليلا
ولا ترقب قولي .
لا أحد يعيش مكشوفا في هذه الحياة
سوي الفقراء
كل شيئ يدل عليهم
حتي وجوههم الممصوصة تشي بهم
لأول عابر
فعندما تراني
لا تلتفت كثيرا لما أقوله
صدقني : أنا التائه الغريب
وسط هذا الخراب
وليس لديّ ما يصدق
أحملق في الأشياء طويلا
ولكنني لا أراها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق