الشاعر والروائى الكبير الأستاذ/ محمد صالح
أنا لست علي ما يرام
المزاج معتكر تماما
ليس لدي فائض من الوقت كي أثرثر
أو أحكي لك الحكاية من أولها
أول الحكاية لا يختلف عن آخرها كثيرا
كل نقطة تصلح كبداية
كصلاحيتها أن تكون نهاية
ثم سرعان ما ابتعدت
لتقبع عند الحافة
النقطة أول الصمت
وآخر الكلام
أول الفعل
وآخر القول
النقطة دائما هي المحك الحقيقي
لا تثبت رجولة الرجل الا اذا عرف كي يصير نقطة
ولا تكتمل أنوثة الأنثي الا اذا صارت نقطة
أعرف سيدة دفعت كل ثروتها كي تصير نقطة
وهي الآن تحيا كملكة ،
ورجلا تلاشي في الزحام قبل أن يصير نقطة
وضع نعله تحت ابطه
وانطلق في الصحراء
عجزت زوجته أن تثبت أنه نقطة
وعاش أولاده بنصف حلم ما تبقي لهم
وربما هو الآن طيف يجوب الكون
كل الذين ماتوا نقاطا
عاشوا كثيرا
بين آن وآخر يتساقطون كمطر
أو يهبون كنسيم
وساعات كأكف تمسح شعر اليتامي
وفي الغالب كروانات تلكلك
تعلن عن قدوم الليل
وتبشر بالصباحات
أنا الآن علي غير ما يرام
ربما بسبب
نقطة
غادرتني ذات مساء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق