الثلاثاء، يونيو 16، 2020

الطرد قصه قصيره

بقلم
الأستاذ/ على الفقى المحامى والقاص الكزداوى

سمع هتاف ساعى البريد باسمه ، فهبط الرجل مسرعا يتخطى سلالم منزله القديم بالسروال والفانلة ذات الأكمام المشقوقة، 
إلتف الأولاد حول أمهم الراقدة على سريرها الكالح البالى ، يتهامسون عن ما يحمله ساعى البريد وكلمته الغريبة .. طرد
ياترى ماذا ارسلت أختنا من الخارج؟
تسلم الرجل الأيصال بأنفاث لاهثة ،لم ترسل ابنته أى شىء منذ سفرها ، بل تزوجت بالخارج دون ان يرى فرحها ،خطابات قليلة مطمئنة مقتضبة ، مرة واحدة أرسلت شيكا بمبلغ زهيد..مرضت أمها غما وحزنا عليها.
قال احد الجيران - الطرد حاجه كبيرة ، يمكن تكون ارسلت ملابس العيد
- او تليفزيون كبير بالألوان.
تجمع الأولاد حول أبيهم
- استأجر سيارة لتحمل عليها الطرد.
فقط تلتقى عيناه بعينى امرأته الكليلتين وهى تمتم بكلمات للسماء .
ارتدى جلبابه واتجه ناحية البوستة ،آملا أن تكون ابنته أرسلت له ما يكفى لشقة جديدة بدلا من الآيلة للسقوط .. كان قد ارسل لها صورة قرار الأزالة.
وقف أمام شباك الطرود ، أعطى الموظف الإيصال بعينين حائرتين.
ناوله الموظف أوراقا قام بالتوقيع عليها ثم أعطاه صندوقا صغيرا بحجم الكف .
تناول الرجل الصندوق بين اصابعه ،فتحه بعجاله .
كان بداخله علب صغيرة من الأدوية للزوجة المريضة .
بينما وقعت ورقة صغيرة من الصندوق تحمل توقيع فاعل خير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق