الاثنين، مايو 01، 2023

قصيدة واحدة وثلاث روايات مختلقة .. مقال للشاعرالكبيرالأستاذ /عيد حميدة ابن سبرباى بطنطا الشقيقه


بقلم الشاعر/ عيد حميده
‏مدرس أول لغة عربية وكبير معلمين‏ لدى ‏مدرسة مصطفى صادق الرافعي الرسمية للغات‏ وشاعرومحررصحفي


القصيدة هى : أغدا ألقاك التى نظمها الشاعر السوداني:الهادى ٱدم وتغنت بها كوكب الشرق سيده الغناء العربي أم كلثوم

الهادى ٱدم تخرج من كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وٱدابها وحصل على دبلوم عال فى التربية جامعة عين شمس ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهرى بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة
أما الظروف والملابسات التى أحاطت بالرواية فهى متعددة


الرواية الأولى: كان الشاب والشاعر السودانى يحب فتاة مصرية جميلة جدا وكانت طالبة معه وقد جن بها جنونا واتفقا على الزواج


بعد تخرجهما...وبالفعل تقدم إلى عائلتها بعد تخرجه لخطبتها ولكن طلبه قوبل بالرفض الشديد من قبل والدها ولم ييأس الشاب وأرسل العديد من الأشخاص للوساطه إلا أن كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل وعاد بعدها الشاب إلى وطنه السودان وظل حزينا معتكفا وقد اتخذ من ظل شجرة مقرا له بعيدا عن الناس باكيا على حبيبته وإذا بالبشر ى تأتيه من إحدى صديقات محبوبته بأن والدها قد وافق أخيراً على زواجه منها فكاد يطير فرحا لايصدق الخبر وظل فى انتظار أن يذهب إليها ويخطبها وبدون شعور ولا سابق ترتيب ذهب إلى الشجرة التي كان يجلس فى ظلالها وكتب هذه القصيدة:أغدا ألقاك

الرواية الثانية: أن الشاعر كان يحضر لقصيدة يريد أن يقدمها للسيدة أم كلثوم فسافر إلى مصر ونزل فى فندق وأخذ موعدا مع أم كلثوم وقبل الموعد كان قلقا جدا لدرجة أنه لم ينم لأن الأمر ليس عاديا هل سينجح أم لا هل تنال القصيدة إعجاب أم كلثوم أم لا وماذا سيكتب وما فحوى القصيدة لقد طارت الكلمات من رأسه وكأنه يكتب الشعر لأول مرة في حياته...إنها أم كلثوم التى يكتب لها كبار الشعراء ويتهافت عظماء المؤلفين للمثول بين يديها وبينما كان ساهرا فى تلك الليلة جاءته الفكرة...أغدا ألقاك ياخوف فؤاد.ى غدى ... وذهب إلى فراشه ونام منتظرا الصباح الذى لم يأت عليه فقد فارق الحياه راحلا فرحا ولما علمت أم كلثوم بالخبر أصرت على غنائها لتبدع فى أدائها ....وهذه قصة متخيلة لتضخيم حالة الحب عند الشاعر وأن فرحه الشديد بلقاء أم كلثوم وأنها ستغنى من تأليفه طغى طغيان كبيرا لدرجة أن قلبه لم يتحمل كل ذلك الفرح

والرواية الثالثة: هى الأقرب للصواب وهى أن أم كلثوم كانت تحب الغناء لكل الشعراء العرب وكانت تختار شاعرا كل عام من قطر عربى مختلف وسمعت بالشاعر السودانى الهادى ٱدم وطلبت منه إحضار قصيدة لتشدو بها فكانت هذه الأغنية التى أعجبت بها وغنتها بالفعل والذى يرجح صحة هذه الرواية أن أم كلثوم غنت هذه الأغنية عام ١٩٧١ بينما توفى الشاعر الهادى أدم ديسمبر ٢٠٠٦ عن عمر يناهز ثمانين عاما

أغدا ألقاك
كلمات: الهادى أدم
الحان : محمد عبد الوهاب
الموزع الموسيقى : محمد عبد الوهاب

نص الأغنية :

اغدا القاك
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدِ
يالشوقي وإحتراقي فى إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أنابَ
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا
أغداً ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك فى ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغدِ الآن بأحلام اللقاء
فأت او لا تأتي او فإفعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
هذه الدنيا كتابٌ أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليالٍ أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيونٌ أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماءٌ أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
أغداً ألقاك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق