*
أماقبل : (في 30مارس- آذار مع بدء الانتفاضة.قامت السلطات الصهيونية بقتل خمس تلميذات على باب المدرسة.الأمر الذي استثار الشاعر فكتب هذه القصيدة الراقية كوثيقة شعرية تشهد على وحشية الاحتلال واعتدائه على الأطفال .
وتؤكد على حتمية الثورة والنصر ، وهي مثال لالتزام الأديب قضية وطنه بكل أبعادها القومية والإنسانية أما الشكل الفني للقصيدة فهو أداة من أدوات الجمال والتعبير المبدع عن المضامين بما فيها من حيوية تركيز للصور والرموز وتكثيف للإيحاءات الشعرية رغم الغموض الذي اتسم به شعر محمود درويش . يقول النقاش فى مقدمة كتابه:
"كان لقائى الأول مع أدب المقاومة فى أرض فلسطين المحتلة فى أواخر 1966 أثناء زيارتى للجزائر، وفى الطائرة وقعت يدى على جريدة جزائرية قرأت قصيدة بتوقيع محمود درويش، وقرأت القصيدة وهزنى ما فيها من صدق وبساطة وجمال فنى, تنتمى القصيدة الى مدرسة الواقعية الجديدة).
(كتاب محمود درويش -شاعرالأرض المحتلة).
المؤلف "رجاء النقاش"
____________
ققصيدة الأرضصيدة الأرض
قصيده الأرض
للشاعر محمود درويش شاعرالأرض المحتلة
(1)
في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ
أسرارَها الدمويَّةَ. في شهر آذارَ مَرّتْ أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب
مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ
البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب. دخلن العناقَ
النهائي – آذارُ يأتي إلى الأرض من باطن الأرض
يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسجُ مال قليلاً
ليعبر صوتُ البنات. العصافيرُ مَدّتْ مناقيرها
في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرضُ
خديجةُ ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمسُ
بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ ابتدائية. للطباشير
فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت
لنا الأرض أسرارها.
(2)
أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروحِ
أُسمّي الحصى أجنحهْ
أُسمّي العصافير لوزاً وتين
أُسمّي ضلوعي شجرْ
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين .
(3)
وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاماً وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها
وامتدادي على العشب. كنتُ أُحبُّ "جراح
الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة،
مَرّ الرصاصُ على قمري الليلكيِّ فلم ينكسرْ،
غير أنّ الزمان يَمرّ على قَمَري الليلكيِّ فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدُّ في الأرضِ
في شهر آذار تنتشرُ الأرضُ فينا
مواعيدَ غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحرَ تحت النوافذ
والقمرَ الليلكيَّ على السرو
في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حُبٍّ
وتنهمرُ الذكرياتُ على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجلِ
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حُبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكرياتُ عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبُّ يوماً: دخلتُ إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاعَ بي الحلمُ. قلتُ تكاثرْ! تَرَ النهر يمشي
إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.
(4)
بلادي البعيدةَ عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبةَ مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفلٍ ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمّي تناولني
صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟
(5)
وفي شهر آذار تستيقظ الخيلُ
سيّدتي الأرضَ!
أيُّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموِّج، بعدي؟
وأيُّ نشيدٍ يلائمُ هذا الندى والبَخُورَ
كأنَّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطينَ في بدئها المتواصل
هذا اخضرارُ المدى واحمرارُ الحجارةِ
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضرَ مثل النبات يُغطّي مساميرَهُ وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرضَ!
والقممُ اللّولبيَّةُ تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحرُ عن أرضنا المستطيلة مثل حصانٍ على وترِ الجنسِ.
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربيّ
وللموج أن يحبس الموجَ ... أن يتموّجَ...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرضَ – أن تُسكنيني
صهيلَكِ
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقيةِ
أرجوك – سيدتي الأرضَ – أن تُخْصبي عُمْريَ المتمايلَ بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعيُّ
وهذا ربيعي النهائيُّ
في شهر آذار زوُّجتُ الأرضُ أشجارها.
(6)
كأنّي أعودُ إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أُعيدُ انسجامي
أنا ولدُ الكلمات البسيطهْ
وشهيدُ الخريطهْ
أنا زهرةُ المشمش العائليَّهْ.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديَّ
أعيدوا إليّ الهويَّهْ!
(7)
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريريةً والغزاةُ بدون ظلالٍ
وتأتي العصافيرُ غامضةً كاعتراف البنات
وواضحةً كالحقول
العصافيرُ ظلُّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجةُ!
أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبِّهن الجديد؟
ذهبن ليقطفن بعض الحجارة
قالت خديجةُ وهي تحثُّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة...
خمسُ بناتٍ يخبّئنَ حقلاً من القمح تحت الضفيرة...
يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن
خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصّفْرِ حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض
أسرارها الدّمويّةَ: خمسُ بناتٍ على باب مدرسة
ابتدائيَّةٍ يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ
من الشعر أخضرَ... أخضر. خمسُ بناتٍ
على باب مدرسة ابتدائية ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلبِ..
في شهر آذار أحرقت الأرضُ أزهارها.
أنا شاهدُ المذبحهُ
وشهيدُ الخريطهُ
أنا ولدُ الكلماتُ البسيطهُ
رأيتُ الحصى أجنحهْ
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوُّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل
(9)
وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر.
"آذار أقسى الشهور" وأكثرها شَبقاً. أيّ
سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسَّرُ !
هذا عناقي الزّراعيُّ في ذروة الحبّ. هذا انطلاقي
إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتاتُ واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة
حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّلَ بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا
النباتاتُ صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا
نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيتُ فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً
وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ
شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجةُ نحو الندى، فاحترقتُ. خديجةُ! لا تغلقي الباب!
إنَّ الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وَطَنَ الأنبياء...تكاملْ!
ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلُّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلُّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونةٍ زمَّلتني.
(10)
مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مُهملهْ
وعيناك نائمتانْ
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمسَ حروب
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلهْ
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يُغَنّي
ويستجوبونه:
يردُّ عليهم:
لأنّي أغَنّي
وقد فتّشوا صدرَهُ
فلم يجدوا غير قلبهْ
وقد فتّشوا قلبَهْ
فلم يجدوا غير شعبهْ
وقد فتشوا صوتَهُ
فلم يجدوا غير حزنهْ
وقد فتّشوا حزنَهُ
فلم يجدوا غير سجنهْ
وقد فتَّشوا سجنَهُ
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال
(11)
أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيَّة في الفجرِ
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليُّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجةَ
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجةَ وهي تميلُ على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني
في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديُّ،
السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ
هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفتُ خديجةَ
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم
هذا المكان الموزّعَ بين اجتهادي وحبّ خديجةَ
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى
رحيل الهواء عن الأرضِ
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجهْ
أنا العاشقُ الأبديُّ – السجينُ البديهيُّ
رائحةُ الأرض تُوقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديُّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نَهَضَتْ
طفلتي الأرضَ!
هل عرفوك لكي يذبحوكِ؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرتِ إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوكِ لكي يذبحوكِ؟
وهل قيّدوكِ بأحلامهم فارتفعتِ إلى حلمنا في الربيعْ؟
أنا الأرضُ..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جَسَدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جَسَدٍ
لن تمروا
أنا الأرض في صحوها
لن تمروا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمروا
لن تمروا
لن تمروا !.
يحل اليوم ذكري "يوم الأرض"، الذي يحتفي به الفلسطينيون والعرب في الثلاثين من مارس كل عام، تعبيرًا عن تشبثهم بأرضهم وهويتهم، وتخليدًا لتلك الذكري التي لا تمحي من أذهانهم، بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفت على يد إسرائيل، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي وإقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم.
ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، حيث أقدمت السلطات الإسرائيلية على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط منها "عرابة وسخنين ودير حنا" -وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث يوم الأرض- وذلك في نطاق مخطط تهويد الجليل.
فقام عرب إسرائيل بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي فكانت حصيلة الصدامات مقتل 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة، ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الإسرائيلية إقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنون عُزَّل يحملون الجنسية الإسرائيلية إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
ويعتبر يوم الأرض حدثا مهما في تاريخ الفلسطينيون ذوي الجنسية الإسرائيلية فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم، كما كان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي.
قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة، والعِصي والفؤوس، والمناجل، والسكاكين، وصفائح البنزين المشتعلة، ومحاولة الاستيلاء على أسلحة الجيش، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات الكيان الصهيوني إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.
وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الصهيوني فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص جيش الصهاينة واثنان برصاص الشرطة الصهيونية، ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الصهيونية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسيّة "الإسرائيليّة"، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التّام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية. وشهداء يوم الأرض الخالد هم، "خير ياسين، رجا أبو ريا، خضر خلايلة، رأفت الزهيري، حسن طه، خديجة شواهنة".
فقام عرب إسرائيل بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي فكانت حصيلة الصدامات مقتل 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة، ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الإسرائيلية إقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنون عُزَّل يحملون الجنسية الإسرائيلية إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
ويعتبر يوم الأرض حدثا مهما في تاريخ الفلسطينيون ذوي الجنسية الإسرائيلية فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم، كما كان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي.
قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة، والعِصي والفؤوس، والمناجل، والسكاكين، وصفائح البنزين المشتعلة، ومحاولة الاستيلاء على أسلحة الجيش، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات الكيان الصهيوني إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.
وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الصهيوني فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص جيش الصهاينة واثنان برصاص الشرطة الصهيونية، ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الصهيونية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسيّة "الإسرائيليّة"، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التّام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية. وشهداء يوم الأرض الخالد هم، "خير ياسين، رجا أبو ريا، خضر خلايلة، رأفت الزهيري، حسن طه، خديجة شواهنة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق