الجمعة، يونيو 03، 2022

إِخْلَعْ نَعْلَيْك .. قصيده للشاعر الكبير/ صلاح عيد ابن المحله الكبرى


الشاعر/ صلاح عيد
كاتب وشاعر .. صدر له ديوانين .. ترنيمه الشفق وركام .. محاسب .. من المحله الكبرى

إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَأَنْتَ بِمِصْرَ ... ومِصْرُ طَهُوُرْ فَجْرُ التَارِيخِ وَمَهْدُ النُوُرْ إخلعْ نَعْلَيْكَ فَأَنْتَ بِبَهْوٍ قُدْسِيٍ وَوَقُورْ إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَأَنْتَ بِوادٍ ... حَيْثُ تَجَلَّى الله إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ تَطَهَرْ .. مِنْ رِجْسِ الأَحْقَادْ وانْثُرْ بِالجَوِ رَيَاحِيِنَاً وَبُخُورْ لَاَ تَمْشِ فِيِ الأَرْضِ فَسَاداً إِمْنَعْ حَنْجَرَتَك عَنْ أَقْوَاَلِ الزُوُرْ لَاَ تُؤلِمْ تَحْتَكَ أَجْدَادَاَ قَدْ نَشَرُوا العِلْمَ و كَاَنَوا ضَمِيِراَ لِلأخْلَاقْ هُمْ كًانُوا نُجُوَماً بِالأَفاَقِ تَدُوُرْ هُمْ وَضَعُوا أَسَاَسَ الكَوْنِ .. وَ شَقُوا للمَعْرفةِ بُحُورْ هُمْ أَوَّلُ مَنْ نَثَرُوا للحِكْمَةِ والفَلْسَفةِ بُذُورْ *** إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ بَعِيِداً عِنْدَ الْبَابْ وانْفُضْ سُتْرَتَكَ لَعَلَّكَ رَاعٍ لِلإِرْهَابْ وَلَعَلَكَ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِكَ أَسْيَافاً وَحِرَاَبْ إنْ كُنْتَ كَذَلِكْ .. أُغُربْ ولّ عَنْ البَلَدِ الأَدْبَاَرْ وأَدِرْ وَجْهَكَ وتَنَحَى بَعِيداً... عَنْ هَذَا الِمْحرَاَبْ فَالأَرْضُ هُنَا مَزْرَعَةً للزَيْتُونْ وعَلَىَ الأَفَاَقِ تَرِفُ مُغَرِّدةً أَسْرابُ حَمَاَمْ هِيَ أَرْضُ سَلامْ لَاَ تَعْرِفُ حِقْداً.. لمْ تَغْشَ فِي الكَوْنِ فُجُورْ إخْلَعْ نَعْلَيْكَ.. فَمِصْرُ قَصِيدَةُ .. مِصْرُ كِتَابْ هِيَّ ذَاكَ الِسحْرُ الذَاهِبُ بالأَلْبَاَبْ هِيَ دُرَّةُ أَهْل الشَرْقِ جَمِيعَاً هِنْدَاً أوْ عَجَمَاً أوْ تُرْكَاً .. أوْ أَعْرَابْ جَعَلُوها الْجَائِزةَ الكُبْرَىَ هَيْهَاتْ .. فَفَيِها صُقُورْ تَحْمِيِهَا .. مِنْ أيِ جَبَانٍ مَسْعُورْ *** هِيَ هَذَا الِنِيلُ النَاَبِعَ مِنْ أَعْمَاَقِ جِنَانْ هِيَ هَذَا الْجَبَلُ البَشَرِيُّ الإنْسَاَنْ مَنْ حَمَلَ عَلَىَ كَتِفَيْهِ هُمُومَاً عَبْرَ دُهُورْ مَنْ شيَّدَ فِيِ الصَحْرَاءِ أَعَاَجِيباً... يَقِفُ التَارِيِخُ عَلَيْها مَشْدُوهَاً .. مَبْهُورْ هِيَ مِصْرُ اللُغْزُ الغَاَمِضُ والْعَلَمُ المَشْهُوُرْ هِيَ ذَاكَ الْألَقُ الْسَاطِعُ والفَرَحُ المَنْثُورْ فِيِ كُلِ بِقَاعِ الْعَالَمِ تَرَكَتْ أَثَرَاً تَرَكَتْ وَهَجَاً أَوْ سِرَاً مَكْمُورْ *** هِيَ هَذَاَ الجُنْدِيِ... الرَاَبِضُ حَتَى يَوْمِ الدِينْ لِيَزُودَ الْخَطَرَ عَنْ الأَهْلِيِنْ ويُطَارِدُ هُكْسُوسَاً وَمَجُوُسْ هِيَ ذَاَكَ الأَسَدُ الخَارِجُ مِنْ حِطِّيِنْ مَزْهُواً مُخْتَاَلاً... مَنْصُورْ هِيَ مَنْ لَقّْنَتْ الْغَاصِبَ فِي أُكتُوَبَرْ دَرْسَاً لَنْ يَنْسَاه جَعَلَتْهُ كَجِرذٍ مُضْطَرِبٍ مَذْعُورْ هِيَ هَذَا البَطَلُ الدَاخِلُ قَرْنَ الْوَاَحِد و العِشْرِينْ يَحْمِلُ فِيِ يَدهِ اليُمنىَ سِلَاحاً واليُسْرَىَ .. يَزْرَعُ أَشْجَاراً سَاَمِقةً .. ويُشَيِّدُ مُدُناً فَاَضِلَةً .. ويمُدُ تِجَاهَ المَجْدِ جُسُورْ هِيَ هَذَا القَمْحِيُّ الفَلاَحْ مَنْ حَمَلَ عَلَىَ كَتِفَيْهِ الفَأسَ سِلَاْحْ مَنْ غَرَسَ الأَرْضَ حُقُولَ بَرَاَحْ مَنْ حَصَدَ غِلَاَلاً فِيِ سَنَوَاَتِ الْقَحْطِ وَمَلَأَ خَزَائِنَهَاَ لِتَكُوُنَ نَجَاةً فِي سَنَوَاتِ الْبُوُرْ هِيَ مِصْرُ الْمَهْدُ لِمُوسَىَ وَمَلْجَأُ عِيسَىَ وَ مَقْصِد إِبْرَاهِيِمَ إِذَا مَا جَاءَ يَزُوُرْ هِيَ للأَعرَابِ النَسَبُ العَالِيِ وَ هَاَجَر سَكَنَتْ بالبَيْتِ الْمَعْمُورْ إِخْلَعْ نَعْلَيْكَ .. فَمِصْرُ بِدَاَيَّةُ كُلُّ حَيَاَه هِيَ لُبُ الكَوْنِ وَدُوُنَ اُللُبِ يَصِيِرُ الكُلِ قُشُوُرْ إخْلَعْ نَعْلَيْكَ .. فأنْتَ بِمِصْرَ ومِصْرُ طَهُورْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق