السبت، يونيو 25، 2022

أئمه الأستناره 3- الإمام محمد عبده .. للأستاذ مبارك احمد النمر

الأستاذ/ مبارك احمد النمر
بكالوريوس اعلام قسم صحافة ونشر كلية الاعلام جامعة القاهرة 1976 آخر وظيفة مديرعام ثقافة الغربية وكان مديرا لقصر ثقافة كفر الزيات حتى عام 1986ومديرا لقصر ثقافة طنطا حتى عام 1999 

ولد الإمام محمد عبده بمحافظة البحيرة عام 1849 لأب تركمانى وأم مصرية , وتوفى عام 1905 .
مفكر وفقيه وقاضى وكاتب ومجدد إسلامى مصرى يعد أهم دعاة النهضة والإصلاح فى العالم العربى والإسلامى .

تعلم محمد عبده فى كتاب القرية ، وفى سن الخامسة عشر إلتحق بالمسجد الأحمدى بطنطا حيث تلقى علوم الفقه واللغة وحفظ القرآن الكريم وجوده ، وانتقل بعد ذلك للدراسة فى الأزهر وحصل على العالمية عام 1877 وعين مدرسا بدار العلوم والألسن .

ساهم فى تحرير العقل العربى من الجمود الذى أصابه لعدة قرون ، كما شارك فى إيقاظ وعى الأمة نحو التحرر وبعث الوطنية ومسايرة حركة المجتمع وتطوره فى مختلف النواحى السياسية والإقتصادية والثقافية .

الأمام/ محمد عبده

تعرف على جمال الدين الأفغانى وتتلمذ على يديه ، كما تأثر بتوجيه الشيخ حسن الطويل فى العلوم العصرية ، وكتب مقالات فى الأهرام فى موضوعات شتى حول العقلانية والعلوم العصرية .

كانت نزعة محمد عبده إصلاحية ، فقد رأى أن المشكلة تكمن فى ضعف الأمة الإسلامية نفسها لأنها تأخرت ولم يعد وعيها ووضعها يمكنها من مواجهة تحديات الإستعمار والإستبداد ، وبالتالى تربية وتوعية الأمة يجب أن تسبق طلب الحرية حتى تكون الأمة جديرة بالشورى والحرية .
إختاره رياض باشا رئيس النظار محررا بالوقائع المصرية لتطويرها فضم معه سعد زغلول وابراهيم الهلباوى وغيرهما ، وأنشأ فى الوقائع قسما غير رسمى إلى جانب الأخبار الرسمية فكانت تحرر فيه مقالات إصلاحية و أدبية واجتماعية ، فجعل منها منبرا للدعوة إلى الإصلاح .
حين قامت الثورة العرابية كان الشيخ محمد عبده من مؤيديها فتم القبض عليه ونفيه لمدة 3 سنوات ، وانتقل إلى بيروت وباريس ليكون بالقرب من جمال الدين الأفغانى ، وأتقن اللغة الفرنسية ، وأسس جريدة العروة الوثقى ونشر بها مقالات ضد الإستعمار وقال عبارته الشهيرة رأيت فى الغرب إسلاما بلا مسلمين . .

كان الخديوى عباس حلمى مناهضا للإحتلال ، وسعى الشيخ محمد عبده على توثيق ثقته به واستطاع إقناعه بخططه الإصلاحية التى تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية ، وصدر قرار الخديوى بتشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ حسونه النواوى وكان الشيخ محمد عبده عضوا به .

حاول الإصلاح بشكل كامل حتى يقضى على جمود الأزهر ، فلم يوافق أولو الأمر على ذلك ونصحه الخديوى أن يأخذ الأمر بالتدريج ، وقبل الشيخ النصيحة على كره منه ، وقام بوضع قانون يقوم بإصلاح التدريس لضبط نظام التعليم والإمتحانات فى الأزهر وأبقوا على المقررات كما هى اللهم إلا إضافة علوم حديثة كالفلسفة والمنطق ، فكانت خطوة قصيرة ، لذلك قال :
(إنى بذرت فى الأزهر بذر إما أن ينبت ويؤتى أكله المغذى للروح والعقل وننهض فيحيا به الأزهر حياة جديدة ، وإما يقضى الله على هذا المكان قضاؤه الأخير) ، وعرف الشيخ محمد عبده باستخدام لهجة قاسية حادة فى هجومه على الأزهر وجموده .

ويقول الشيخ عبد المتعال الصعيدى فى كتابه دور الإمام محمد عبده فى تجديد الأزهر :
(إن أكبر خطأ للإمام أنه قبل التدرج فى الإصلاح الأمر الذى لاينتج إلا الجمود) .

أصدر الخديوى عباس حلمى قرارا عام 1899 بتعيين الشيخ محمد عبده مفتيا للديار المصرية مستقلا عن الأزهر فكان أول مفتى يعين بعيدا عن الأزهر واستمر لمدة 6 سنوات أفتى خلالها فتاوى تميزت بالجرأ مثل فتواه بفوائد توفير البريد وتحليله النحت والتصوير .
لكن الإمام محمد عبده لم يتمكن من تحقيق حلمه بتطوير الأزهر خاصة وقد أصبحت علاقته بالخديوى عباس يشوبها شئ من الفتور والذى ظل يزداد على مر الأيام بعدما اعترض محمد عبده على ما أراده الخديوى من استبدال أرض من الأوقاف بأخرى له إلا إذا دفع الخديوى للوقف عشرين ألف جنيها فرقا بين الصفقتين .
تحول الموقف لعداء سافر من الخديوى فبدأت المؤامرات والدسائس تحاك ضد محمد عبده حتى اضطر إلى الإستقالة من الأزهر عام 1905 .

ترك الإمام خمسة أجزاء لأعماله الكاملة حققها د. محمد عمارة ، كما قام بتأليف وشرح عدد من الكتب منها رسالة التوحيد ، تحقيق وشرح البصائر القصيرية للطوسى ، تحقيق وشرح دلائل الإعجاز ، أسرار البلاغة للجرجانى ، الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية ، إصلاح المحاكم الشرعية . . ووضعت كتب تتناول أعماله وسيرته أهمها لعباس محمود العقاد ، وعثمان أمين وعبد المتعال الصعيدى . .
رحم الله الإمام المجدد الشيخ محمد عبده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق