الثلاثاء، يوليو 27، 2021

تكفيني هذه الرأس فقط أيها البستاني ّ.. قصيده للشاعر الكبير الأستاذ/ محمد صالح ابن شابور وكفرالزيات

الشاعر والروائى الكبير الأستاذ/ محمد صالح
 

كل شيئ صرت أعرفه الآن أكثر من أي وقت مضي
حتي جبال الزكريات التي أحملها علي كتفيّ
أو أجرها ورائي .
الآن يمكنني أن أسير بلا وجهة
وأن أصل الي لاشيئ
ربما لأنني في حيوات سابقة كنت شجرة
تعرف الله حقا
فتحتفي بالعصافير
وتشذب أغنياتها
تحرس مساكنها
تعانقها بعد كل أوبة .
أو كنت بحرا يهدهد موجه
ليطمئن البحارة
حين رأيت وجهها للمرة الأولي عند هذا الباب كنت
لم أزل طفلا
أنا الآن أقف أمام الباب ذاته
لا لشيئ سوي أنني عشقت هذا الوجه
الذي أستعيد به طفولتي .
هذا الجسد لم يعد مناسبا
لهذا الظرف التاريخي
حتما سأتوجه به الي اقرب بستاني
أو أول حطاب علي باب الله
سوف أوافقه علي تقليم بعض الأعضاء
التي انتهت صلاحيتها
واعمال مقصه
في كل الأعضاء التي تزعجني
أو استعادة ضبط المصنع
بالتاكيد سوف أستبقي هذه الراس
هي تستطيع أن تدير دفة الأعضاء الجديدة
ببعض التزييت أو التشحيم
يكفيه استبدال الشاسيه كاملا
رأسي أنا اعرفها تماما فهي مطواعة
مهادنة ومراوغة
ربما هي صناعتي الوحيدة المخلصة
لها كل الحق أن تسخر من سائر الأعضاء
التي كثيرا ما تتلكأ
تتباطأ
تتشاغل
تخون
تخدع
تكفيني رأسي فقط أيها البستاني
فهي الشيئ الوحيد تقريبا الذي في مكانه
في هذا العالم
ويعرف تماما كيف
لا ينتظر متعا من الحياة الشحيحة
كما يوقن أنها ليست حفلا شعبيا
هو في الغالب يشقي كثيرا
لأنه لم ينل رضا الحظ
ولم يجزم بعد بحقيقة وجوده
يوما ما ربما يتحدث
عالم حفريات ، مسهبا
عن رأس تشبهني تماما
كانت تقدم خبز السعادة لكل من لا تعرف
دون ان تتذوق لقمة واحدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق