الجمعة، فبراير 05، 2021

الغواية الرابعة سكة سيدنا الولي

 

للشاعر والروائى الكبير الأستاذ/ محمد صالح


جدي هو من بني المقام
وضرب سورا من حوله
ورحنا نتوارث الدوران من بعده
في الدورة الأولي
تقاسمت معه صندوق النذور
كنت جائعا
وما وضعته السيدة العجوز في الصندوق
ليعود ابنها الضال يكفي الطعام وعلبة من التبغ الرخيص
ربما تسامحني السيدة العجوز
لأن ابنها قد عاد بالفعل بعد دعوتين له عقب شبع
ربما يسامحني صاحب المقام
لأنني لم أدخن داخل المقام أبدا
ولأنه لم يدخن في حياته قط
وربما تؤذي صدره رائحة البخور
في الحقيقة لا أعرف رجلا لم يدخن
وعاش حياة سوية .
في الدورة الثانية كانت جدران حجرتي تعج
بصور لنجمات السينما
في الدورة الثانية كنت قد تعلمت صيد العصافير
ولكنني كنت أخشي مصير اساف ونائلة
فابتعدت عن المقام قليلا ، وعن السور أقل
وعن طفولتي بمسافات شاسعة
ربما يجري فيها الخيّال شهرا
وقلت حتما هو يعلم بطبيعة المرحلة ،
ونزق العصافير .
في حقيقة الأمر لم أعرف
عصفورة تكسرت أجنحتها ولم تتقن الطيران .
الولي النائم في دثاره الزيتوني
يفتح خمس بيوت
ويجدد طلاء مقامه، وارتفاع السور من حوله
كل عام علي نفقته الشخصية
كما يضمن لنزق
تبغا رخيصا
وعصافير تسعي اليه كل مساء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق